طلق ميسون لأنها وصفته بالعلج العنوف

TT

ما أورده سمير عطا الله في العدد 8889 من جريدة «الشرق الأوسط» بقوله (تولد الحروب لغة وتعابير خاصة لم نسمع بها أيام السلم مثلا «العلوج») هو قول صحيح من جانب واحد، إذ إن مبلغ الاطلاع على كنوزنا اللغوية لم يعد يهم الجيل الحالي الذي استسهل لغة الجرائد كما يقولون، كذلك لم يكن أحمد التركي موفقاً في قوله الذي أورده في العدد 8904 من «الشرق الأوسط»، بأن «العلوج ليست كلمة غريبة على أهل بغداد ) لأن القواميس العربية وكتب التراث مليئة بهذه المفردة العربية. فكلمة «عِلْج» حمار الوحش لاستعلاج خلقه وغلظه، والعلج الرغيف الغليظ الحروف (لسان العرب)، والرجل إذا خرج وجهه وغلظ فهو عِلْج، وبنو عِلاج قبيلة، والعلج أيضاً الرجل من كفار العجم. ومنه حديث علي بن أبي طالب انه بعث رجلين في وجهة وقال: «إنكما عِلجان فعالجا عن دينكما»، أي انكما رجلان ضخمان وقويان فدافعا عن دينكما.

وقالت ميسون الشاعرة، وهي ميسون بنت بحدل الكلبية من تغلب، زوجة معاوية بن أبي سفيان وأم يزيد ابنه، وقولها كان مقارنة بين عيشها في كنف أهلها في البادية قبل زواجها من معاوية حيث الفضاء الرحب والهواء الطلق، وبين العيش في قصره وجواريه وحشمه الذي ابتناه لها على غوطة دمشق، حيث أنشدت من قصيدة نقتطف منها:

لبيت تخفق الأرواح فيه أحب إلي َمن قصرٍ منيفِ ولَبس عباءةٍ وتقَر عيني أحب إلي من لبسٍ الشفوف وأكل كسيرَةٍ في كِسر ِبيتي أَحب إليَ من أكلِ الرغيفِ وَخرق من بني عمي نحيف أحبُ إليَ من عِلْجٍ عنوفِ وكان معاوية مضرب المثل في الرجل السمين بإفراط، فقال عند سماعه شعرها: «ما رضيت بي ابنة بحدل حتى جعلتني علجا عنوفاً، هي طالق ثلاثا مروها فلتأخذ جميع ما في القصر فهو لها، ثم سَيَرها إلى أهلها بنجد وكانت حاملاً بيزيد الذي ولدته هناك».