نصائح القلاب حقيقية

TT

كتب صالح القلاب فى جريدة «الشرق الأوسط» يوم 24 ابريل (نيسان) 2003، مقالا بعنوان «الشقي من اتعظ بنفسه والسعيد من اتعظ بغيره»، بأسلوب واقعي وعقلاني، وهذا ما يميز كتابات القلاب، والعديد من كتاب «الشرق الأوسط». المقال هو نصح لسورية ولقيادتها للتحلى بالعقلانية والواقعية فى معالجة الازمة الحالية مع الولايات المتحدة، وعدم الإنصات الى تجار الأزمات والمزايدات السياسية الذين لا تهمهم مصائر الشعوب او سلامتها. وانا احسب ان القيادة السورية الشابة الواعية لديها مثل هذا الحرص الذي يشكر القلاب على التذكير به.

ولكن هناك امرين مهمين جدا لم يردا في مقال القلاب، واعتقد انهما ملازمان للشأن السوري. الكلمتان هما «ايران» و«البعث». قد يكون القلاب تعمد عدم ذكرهما لاسباب مقبولة، او انهما لم تردا على خاطره اثناء الكتابة.

ان التناغم السوري ـ الايراني يكون مستحبا لو كان تحت مظلة اسلامية، او حتى عالمية او انسانية. ولكن مصدر القلق ينبع من الخوف من ان يجري هذا التناغم تحت مظلة عقائدية.

و«البعث» كفكر، معروف للجميع وما ينادى به منشور ومتوفر للعامة. وهو فكر اقرب للشمولية والاشتراكية وكلاهما لم يعد مقبولا في عصر العولمة والانفتاح العلمي والعالمي وتداخل المصالح الاقليمية والدولية. وقد المح القلاب الى ذلك بشكل غير مباشر عندما استخدم عبارة «الحرس القديم».

فى موضوع آخر، ليست له علاقه بمقالة صالح القلاب، ذكرت الأخبار ان الجنود الاميركيين، وجدوا 112 مليون دولار اميركي نقدا، مخفية في احد القصور الرئاسية العراقية، وكانوا قد وجدوا قبل ذلك 625 مليون دولار اميركي نقدا في قصر آخر. والملاحظ هو ان نظام صدام والمطبلين له، من مصدري صحافة المهجر، وبعض أساتذة الجامعات، ومقدمي برامج الحوارات الفضائية، يشتكون من حصار الشعب العراقي وجوع الشعب العراقي، بينما هذه الملايين مدفونة في القصور في وقت كان مسموحا للنظام العراقي البائد ان يشتري الغذاء والدواء.

مثل هذه الجرائم في حق الشعوب ما كانت لتحصل لو كان العراق دولة قانون يتساوى امامه الحاكم والمحكوم، ولو كانت السلطتان التشريعية والقضائية موجودتين وقويتين، والاهم من ذلك وكانتا مستقلتين تماما عن النظام الحاكم، بحيث لا يستطيع ممارسة اي ضغوط عليهما.