أكتب لكم لاني محبطة ومكتئبة مما يجري اليوم علي الساحة العربية وعندي عدة تساؤلات. أنا اصلا من الكويت رغم أني غادرتها صغيرة ولا أعيش هناك منذ سنين طويلة، ولكني محبطة من تعامل الاعلام العربي معها. علي حسب فهمي المتواضع، أن ما يحدث حاليا سيحكم عليه التاريخ مستقبلا، وستنصف الكويت يوما ما، ولكن ما سبب هذه الحملة الدعائية. هل لأن الحكومة الكويتية مقصرة في شرائها لبعض الذمم العربية؟ أو لأن سياسة الكويت الاعلامية لا تعرف كيف تتعامل مع الاعلام؟ او ان الكويتيين لسانهم طويل ومغرورون؟ او ان الاعلام العربي لا يفهم أن في الكويت انفتاحا وشفافية يسمحان لمن يريد أن يتحدث ويكتب، وهذا ما يحدث في الدواوين الكويتية؟ حيث لا يمنع أحد من الحديث عن الآخر، ويؤخذ بصورة هجوم شخصي عليهم او علي محطاتهم او دولهم! ولولا قليل من الحياء لكنت اشتركت في كل برنامج تلفزيوني وحاولت بقدر استطاعتي أن أرد على ما يقال. لم يجر، حتى في عز أيام الغزو، نشر للوقائع المؤلمة للاعتداء، ووجدنا من الدول والجرائد العربية حتى من برر الغزو ودافع عنه وهاجم الكويت والسعودية والخليج. وألاحظ أيضا التعتيم الاعلامي حتى على بعض أحاديث المعارضة العراقية. أضرب بعض الامثلة أيضا عن فشل القنوات العربيه: ليس لأي قناة هدف معين، وانا أشعر أن من يحدد الهدف هو طاقم الموظفين العاملين في برنامج ذلك اليوم، بحسب آيديولوجيتهم وانتمائهم الوطني أو المالي. مثلا عرضت قناة (...) فيلما وثائقيا عن حدث في العراق، وقام المنتج بتقطيع الخبر بطريقة غيرت تماما من حقيقته الاصلية. هذا مذيع ما يزال يصرخ ويقول في مقابلة مع النائب الكويتي فيصل الصانع، ان الكويت أسوأ من الصهيونية! كيف تسهل الشعارات والكلمات وتلقى جزافا، ونحن أمام مشاهدين عرب مساكين أغلبهم لا يهتم حتى بالقراءة، وممكن بسهولة ان يتبنى هذا الرأي وغيره، ويكون رأيا لا يمت للحقيقة بصلة.
قناة أخرى استضاف المندوب العراقي السابق محمد الدوري، تمنيت لو أنكم شاهدتموه في حديث متناقض: فعندما يتحدث الدوري عن صدام، الذي يعترف بأنه لم يلتق به في حياته، يقول عفا الله عما سلف! وعندما يأتي الموضوع عن الكويت، يبدأ بالصراخ ويقول لن نغفر لهم، ويتحدث عن خطأ ردة الفعل الكويتية خلال المناوشة مع عزة الدوري. ويحاول المذيع أن ينقل أغلب المكالمات التي تمجد الدوري. ووصل الأمر بسيدة لامت بدورها الكويت، وطالبت الدوري بأن يحكم العراق «فهو ممتاز».. هل هذه صدفة ام سيناريو رديء؟!