المقاومة السلمية ليست دائما الأفضل

TT

الى.. خالد القشطيني:

اعتدت على قراءة عمودكم الشائق ومطالعة كتاباتكم حول دعواتكم المتكررة وتشجيعكم على نبذ العنف واتباع المنهج السلمي للمقاومة. ولا شك في ان تلك من النصائح الغالية في هذا الزمان. ولا شك ايضا في ان العنف سلوك اجرامي لا يجيزه اي قانون. ولكن مع احترامي لرأيكم الا انني أود ان اضيف ان المنهج السلمي ليس مفيدا في كل الاحوال، خاصة عندما يكون خصمك من النوع الذي لا يحترم ما تناضل من أجله. المقاومة السلمية في ظني هي نوع من التكتيك الذي تحكمه ظروف النضال من فترة لأخرى وليست نوعا من الاستراتيجيات الفعالة تحت كل الظروف الى ان يتم تحقيق الهدف. ويحضرني في هذا السياق ما اشار اليه المناضل الحكيم ورئيس حزب المؤتمر الوطني الافريقي ورئيس جمهورية جنوب افريقيا السابق، نيلسون مانديلا، في كتابه الممتع «رحلتي الطويلة من أجل الحرية» حيث اشار في أكثر من صفحة الى ان المقاومة السلمية ليست دائما هي الافضل.

لا شك ان المقاومة، اي مقاومة تحترم نفسها، تنطلق من قاعدة جماهيرية لا يمكن لها بأي حال من الاحوال الانفصال عنها.. فقد تضغط تلك القاعدة على زعماء المقاومة في مرحلة ما بعد ان ينفد صبرها وتيأس من جدوى انتهاج وسائل النضال السلمي لتغيير ذلك النهج الى وسائل اكثر عنفا لمقابلة رصاص العدو، مثل ما تفعله الفصائل الفلسطينية اليوم أمام اعتداءات العدو الاسرائيلي في الاراضي المحتلة.