ما يعبر عنه أبو شريف مأساة ويسيء للأديان

TT

بالإشارة إلى مقال بسام أبو شريف المنشور يوم 18 ابريل (نيسان) بعنوان «خسارة كبيرة للفلسطينيين» أشعر بالأسى لأن مقاله لم يتضمن شيئا «نزيها».

كان ابو شريف حادا للغاية عندما قال إن الجنود الأميركيين قدموا للجالية اليهودية الصغيرة في العراق نوعا من البسكويت بمناسبة عيد الفصح. وقد اعتبر ان هذا تصرف مزعج للغاية ومؤشر على أشياء عديدة سيئة سوف تقع. ملاحظات ابو شريف أشارت إلى كراهية عميقة وتمييز عنصري، وبالتأكيد إنها تشير إلى افتقاد حاد لاحترام الأديان.

لو كان الكاتب تأمل بعض التاريخ، لأمكن له معرفة انه كانت هناك جالية يهودية مفيدة ومسالمة منتجة في العراق منذ ما يزيد عن الفي عام.

ولو كان قد فعل ذلك لتبين له ان الجالية اليهودية، كغيرها من الاقليات في العراق ساهمت في وطنها العراق، خاصة في مجالات الصحة والقانون والتجارة والموسيقى. بل إن اثنين من وزراء المالية السابقين كانا من يهود العراق. كان بإمكان ابو شريف ان يكتشف ان هؤلاء اليهود اختاروا البقاء في موطنهم رغم الظروف القاسية، ورغم إمكانية المغادرة مثلما فعل ملايين العراقيين، بمن فيهم الاف اليهود. لقد مكث العديد من يهود العراق هناك بقدر الإمكان، حتى صادر صدام ممتلكاتهم، وأغلق مدارسهم، وشنق أو قتل العديد منهم.

لم يكن من الضروري ان يعود ابو شريف الى كتب التاريخ من أجل الحصول على هذه المعلومات، يكفي ان يقرأ فقط، مقال خالد القشطيني عن يهود العراق والذي نشرته «الشرق الأوسط»، لكن يبدو انه لم يأبه بذلك! بنفس قدر مرارة بسام من إسرائيل ومعاملتها للفلسطينيين ، يتوجب عليه أن يكون قادرا على فهم الفرق بين اليهود كأتباع ديانة، وإسرائيل كدولة، وسيتبين ان هؤلاء لا علاقة لهم بإسرائيل.

حتى الأميركيون (بغض النظر عن ما يظهر من بشاعتهم)، يقدمون الطعام الحلال للسجناء المسلمين في غوانتانامو. الامتعاض من تقديم قطع من خبز عيد الفصح لقلة من كبار السن من يهود العراق ، يشير بالتأكيد إلى الطبيعة الحقيقية لرؤى وجهل بعض زعماء ومثقفي الشعب الفلسطيني. ويمكن للمرء فقط أن يفترض انه متى ما أقيمت دولة فلسطينيية وأمكن لرجال مثل السيد بسام تحمل المسؤولية، فإن الكراهية حينئذ والإبادة الجماعية ستكون في مقدمة برنامج عملهم. هؤلاء هم الأشخاص الذين أشادوا بالسيد أبو العباس (محمد عباس) كبطل ، عندما تمثلت أروع لحظاته في قتل رجل مسن غير قادر على الحركة في الثانية والسبعين من عمره، لأنه كان يهوديا أميركيا. كل هذا وتتساءلون لماذا لم تحل المشكلة الفلسطينية بعد أكثر من 50 عاما! بالمناسبة انا لست يهودية.