لا يمكن للعنف الإرهابي أن يكون شرعيا

TT

لا أعتقد أن دارساً للشريعة الإسلامية في أي مكان من العالم يجيز التفجيرات التي حدثت في الرياض، وما أعقبها من قتل لأرواح معصومة، وترويع للآمنين. لقد درست الفقه في أرقى الجامعات الإسلامية، وقرأت كتباً فقهية كثيرة، وحتى الآن لم أجد دليلا شرعياً واحداً يبيح لهؤلاء الشباب استباحة دماء الناس من مسلمين ومستأمنين ومعاهدين، بل وقتل أنفسهم بهذه الطريقة باسم الجهاد «ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما».

من مِن الفقهاء يجيز هذه الطريقة البشعة؟ وأي دين يسمح بمثل هذه العمليات؟ وهل هذا يعد جهادا أو استشهادا؟

هل الإسلام والفقه الذي تعلمناه ودرسناه غيرالاسلام والفقه الذي تعلمه هؤلاء ـ إن كانوا قد تعلموا أصلاً؟

إذا كان العلماء المعتبرين والهيئات الإسلامية والدعوية واساتذة الجامعات وعمداء الكليات والأمة كلها بجميع طوائفها يحرمون مثل هذا النوع من العمليات، فمن يجيزه إذن؟

لا شك في أن هؤلاء يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام، وأن هناك رؤوساً جُهالاً أفتوهم وأضلوهم بغير علم.

إن الحرب على الإرهاب تقتضي أيضاً محاربة المنظرين والمحرضين والمجوزين لمثل هذا النوع من العمليات.