ردا على حسن ساتي: العلاقات السودانية ـ المصرية لا تعكرها مباراة كرة قدم

TT

بدءا نحمد للصحيفة المحترمة واسعة الانتشار ذات المهنية والصدقية العالية "الشرق الاوسط" اهتمامها بالشأن السوداني، بيد أن المرء ليحار في ما أورده حسن ساتي في عددها رقم "8939" بتاريخ 2003/5/20، على الصفحة الاولى بعنوان مثير لا يخلو من مجافاة لحقائق الواقع والمنطق والدهشة. ذلك أن متانة العلاقات السودانية ـ المصرية التي تزايدت وتيرة تناميها وتطورها مؤخرا، لا يمكن أن تهزها أحداث عارضة، كأن يحتج جمهور الهلال السوداني على المدير الفني لفريقه المصري الجنسية في أعقاب خسارته أمام بلدية المحلة المصري. فهذا منطق نربأ بالصحيفة وبكاتب الخبر ابرازه كمثال للتردي المتوقع في العلاقات، فكم من احداث أعنف واحتجاجات اكبر قادتها جماهير أندية القمة ضد مدربيها وأجهزتها الفنية المتحدرة من جنسيات أجنبية ولم تؤد الى تعكير صفو العلاقات بين هذه الدول التي ينتمي إليها المدربون التي يشجعها المتعصبون.. ودونكم أحداث كثيرة وقعت في دورات رياضية عربية بين أندية شقيقة تحكم بلدانها علاقات جوار ودم وتاريخ ولم ولن تؤثر في وتيرة العلاقات بين هذه الدول.

نربأ بصحيفتنا الغراء وصديقنا حسن ساتي المحب والعاشق والقطب الكبير لنادي الهلال من أن تكون هناك دوافع ورغبات مبطنة وراء اطلاقه لهذا الخبر المجافي للحقيقة والواقع كما يهمس البعض. فمعرفتنا بنبل دوافعه وحرصه على عمق العلاقة وتميزها بين شعبي وادي النيل لا ينكرها الا مكابر.

اخيرا فرب ضارة نافعة، فلولا هذه المباراة العجيبة الغريبة متقلبة الاطوار لما اهتمت صحيفتنا المفضلة لمعظم السودانيين باخبار الاندية السودانية لابرازها داخل الصفحات الرياضية فحسب، ناهيك من أن تدفع بها كخبر رئيسي بالصفحة الاولى، ويكفي ان الهلال السوداني شقيق بلدية المحلة الأكبر، ممثلا الكرة في وادي النيل فالمنتصر منهما ينتصر لمعاني المحبة والتعاضد ولقيم الرياضة السمحة دونما انفعال أو تعصب.