أزمة الجامعة العربية مستمرة قبل عمرو موسى وبعده

TT

مع مرور عامين على تولي عمرو موسى منصب الامين العام لجامعة الدول العربية وبدلا من ان يتلقى التهاني في هذه المناسبة والورود تلقى سيلا عنيفا من الانتقادات.. تارة شخصية واخرى بشأن الجامعة العربية نفسها. وبدلا من ان يتم تبادل خطابات المودة والتأييد معه تبادل الكثيرون طلبات انسحاب من الجامعة، اما بسبب الاحتجاج على سياسة الجامعة العربية تجاه مواجهة المشاكل العربية او احتجاجا على امينها (عمرو موسى).

فهذه ليبيا تعتزم الانسحاب وكذلك الامارات، والآخرون يتقاعسون في تسديد مستحقاتهم المالية تجاه الجامعة مما يسبب لها ازمة مالية طاحنة.

مما لا شك فيه انه عندما تولى عمرو موسى منصب الامين العام للجامعة العربية اهتز وجدان العالم العربي بتغير واجهة الجامعة العربية، وبدأت التغييرات بأسلوب العمل وسرعة وفاعلية الاداء.. الا ان الملفين الاساسين للجامعة العربية وهما القضية الفلسطينية والعلاقات الكويتية ـ العراقية ـ وبعدهما ازمة الخليج الثالثة كانت بمثابة القضايا الشائكة والعالقة التي اختلف بصددها القادة العرب ومن ثمة انتقل هذا الاختلاف الى الجامعة.

فالجامعة العربية المؤلفة من الدول العربية وان كانت فعلا يجمعها التاريخ والمصير المشترك واللغة الواحدة والآمال المشتركة، الا ان اختلاف وجهات النظر تجاه القضايا المحورية اثر سلبا في ادائها.

ولكي تتحقق جامعة عربية قوية لا بد ان يكون دعمها من القادة العرب انفسهم.. فكيف تواجه الجامعة مشاكلها الداخلية او الادارية؟ وكيف تواجه المشاكل المترتبة على القضايا العربية الملحة ما لم يتحقق اتفاق عربي او اغلبية عربية ملزمة.

ولن يتحقق هذا الا باعطاء مزيد من الصلاحيات والدعم للجامعة العربية.