ملاحظات على مقال الراشد: الخضوع للإجراءات الأمنية ضروري ولا ينطلق من موقف عنصري

TT

بالإشارة إلى مقالة عبد الرحمن الراشد، في 24 مايو 2003، المعنونة بـ«من جنون البقر إلى جنون الإرهاب»، حيث اورد عبارة لفتت انتباهي، وهي «تعميم الشك لا تخصيص الاتهام». او الاشارة إلى أن الوضع الحاصل اليوم، سواء على المستوى الدولي أو الداخلي هو تعميم الشك وليس تخصيص الاتهام ، فالاتهام في القانون الجنائي يخصص في حال توجيهه مباشرة لشخص ما لارتكابه جريمة معينة. فهناك مبدأ قانوني أصيل في القانون الجنائي واعتمدته الكثير من الدساتير في العالم، وليس القوانين الجنائية فقط، وذلك في إطار الفصول الخاصة بالحقوق والحريات، ومنها الدستور الكويتي الذي نص على أن «العقوبة شخصية»، إلا أن الشك يختلف هنا، فالجميع مشكوك فيهم سواء كان بسبب إجرامي أو مرضي، وأن ما يحصل اليوم من شكوك مستفحلة وشديدة تجاه ما يثار في العالم من أمراض، سواء كانت إجرامية أو عضوية، إنما هو نتاج للعولمة اليوم.

والهدف مما أقول هنا أن العالم فعلاً يعيش في ثورة الشك من كل شيء، فلا يلام مثلاً الأمريكيون على ما يقومون به من إجراءات صارمة حيال المهاجرين أو طالبي التأشيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد الأحداث المفزعة في الحادي عشر من سبتمبر 2001، وخاصة فيما يتعلق بالشرقيين بصفة عامة والعرب بصفة خاصة، وكذلك الأمر ينطبق على ما يحصل الآن في العالم من حذر وحيطة من مرض (سارس) الذي ينتقل بواسطة التنفس، والذي يرجح الكثير من العلماء مؤخراً سببه ـ إلى القطط ـ وهو الطبق المفضل للأكل عند الصينيين ـ أو حيوان شبيه بالقطط. فالمسألة هنا مسألة حرص لا أكثر وليست مسألة عنصرية، فالعالم بالفعل يتشابه في ردة فعله حيال الأزمات والمخاوف المحيطة به، لتوضيح الصورة أكثر، ففي الكويت مثلاً، وفي فترة ما قبل وأثناء الحرب الأخيرة، أصبحت نقاط التفتيش من الأمور المعتادة في البلاد ـ على الرغم من أننا لم نرها إلا من قبل قوات الاحتلال العراقية إبان الغزو الصدامي لدولة الكويت ـ حيث وصل الأمر إلى حد أنه حين ترغب في الدخول إلى أحد الفنادق، تضطر إلى الخضوع للتفتيش الذاتي من قبل رجال الأمن، فهي مسائل احترازية ليس إلا، فليس التفتيش أو حتى الرفض موجه ضد فئة معينة أو شخص بعينه أو جنسية بعينها، فأعتقد أن مسألة العنصرية هنا غير صحيحة إلا إذا وجدت ما يبررها، فالتفتيش وسيلة من وسائل الحماية، والرفض ـ وحسبما أسلف الراشد ـ ما هو إلا رد فعل منطقي وآني لحدث معين، قد يحصل حتى في نطاق الأسرة أو الحي أو حتى محيط العمل.