السودانيون يعتزون بمواطنيتهم ولا يفكرون في عرقهم

TT

تعليقا على ما أثاره عبد العزيز عبد اللطيف بخصوص اسباب ضعف الجامعة العربية، وزعمه ان من اسباب ذلك انها تضم دولا غير عربية ذكر من ضمنها السودان، زاعما ان نسبة غير العرب فيه هي 65% من السكان، فإنني اقول ان ما ذكره يتضمن مغالطة. فحسب علمي ان السودان لم يُجر فيه احصاء سكاني على اساس عرقي، وهذه النسبة رددتها «حركة تحرير السودان»، التابعة لجون قرنق لأسباب سياسية، ولتبرير مطالبتها بنصيب اكبر من السلطة والثروة لسكان جنوب السودان، الذين لا يتعدى تعدادهم خمسة ملايين نسمة. وتلقفتها المنظمات الكنسية والغربية لترددها كحقيقة لا تقبل الشك كشكل من اشكال الدعم السياسي للحركة، في حين ان الواقع يكذب ذلك تماماً. وقد اطلعت شخصيا على بعض الموسوعات الغربية التي تورد نسبا مختلفة تماما). ولا ندري هل اعتمد عبد اللطيف على ما تردده بعض وسائل الاعلام الغربية ام اطلع على احصائيات رسمية تفصيلية توضح النسب العرقية في السودان (وهذا ما نشك فيه). فاذا كان يملك احصاء دقيقا للاعراق في السودان فنرجو ان يفيد قراء جريدة «الشرق الأوسط» به، مع التنويه بمصدره. على أية حال نحن في السودان نفخر بكوننا سودانيين ولا نقضي الليل ساهرين في التفكير عما اذا كنا عربا ام افارقة، كما قال المفكر السوداني الدكتور خالد المبارك.

أما من حيث تحميل ما سماه الدول غير العربية مسؤولية ضعف الجامعة العربية، فهو موقف متحامل لا يسنده الواقع. فهذه الدول لم تقم بغزو دولة عربية واحتلال اراضيها، ولم تبرم الاتفاقات والمعاهدات مع العدو الصهيوني او مع الولايات المتحدة، ولم تفتح أراضيها لغزو دولة عضو في الجامعة العربية. واخيرا فإن التجمعات الاقليمية لا تقوم على النقاء العرقي! وانما يجب ان تجمع بين اعضائها المصالح المشتركة والموقع الجغرافي والتكاتف لمجابهة المخاطر.