حذار مما يأتي به حزيران

TT

* ما عدنا نلملم أنفاسنا بعد فشل الانقلاب العسكري الدموي في جمهورية موريتانيا، حتى وقع بعده خبر انقلاب ابيض في امارة رأس الخيمة بدولة الامارات العربية، حيث اقصى الشيخ صقر بن محمد، حاكم الامارة نجله الاكبر الشيخ خالد عن ولاية العهد، وان الامور في الولاية عادت الى طبيعتها بعد توتر وبعد سفر ولي العهد المعزول الى مسقط، وجاء خبر ثالث بتاريخ 17 الحالي يقول ان انقلابا ابيض ايضا قد وقع في الصومال بعد ان قام عبد الله ديرو رئيس البرلمان الصومالي بتنصيب نفسه رئيسا للبلاد خلفا للرئيس عبد الله صلاد، وهنا لا بد من وقفة لنسأل: لماذا لا تقع أغلب المحن والانقلابات (بيضاء ودموية)، وكذلك تنحي واقالات واغتيالات الرؤساء العرب إلا في أشهر يونيو (حزيران) بالذات؟ ففي يونيو 1954، قام البكباشي عبد الناصر بانقلاب ابيض عزل فيه اللواء محمد نجيب. وجرده من كل سلطاته وابقاه في العزل الاجباري حتى وفاته، وفي يونيو 1967، وبعد ان تنحى عبد الناصر عن السلطة بعد الهزيمة، حاول المشير عبد الحكيم عامر ان يستأثر بالسلطة، في ظل الفراغ الدستوري الموجود في البلاد، ولكن بعد عودة عبد الناصر السريعة للحكم، تغيرت الاوضاع، فاعتقل ناصر المشير وجرده من كل سلطاته وابقاه في العزل الاجباري، وانتحر المشير في سبتمبر (ايلول) من نفس العام. وفي يونيو 1995، جرت محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في اديس ابابا، قامت بها الجماعات المصرية المتطرفة. في يونيو 1964، جرت محاولة لاغتيال عبد الناصر من قبل المخابرات الاميركية. وفي يونيو 1987، لقي الرئيس اليمني (الشمالي) مصرعه بقنبلة سلمت له من قبل مبعوث شخصي من الرئيس اليمني الجنوبي، ودارت السنوات لتقول احداث يونيو 1995، ان القوات اليمنية الشمالية قد زحفت على جمهورية اليمن الجنوبية وانهت وجودها بعد فرار القادة السياسيين والعسكريين الكبار. وفي هذا الشهر من عام 1989، قامت الجبهة الاسلامية بانقلاب في السودان، واقصت الصادق المهدي من الحكم، ومن غرائب احداث التاريخ، انه في يونيو 1885، توفي محمد احمد المهدي في ام درمان وما زال اللغط يدور حتى الآن (118 عاما) حول اسباب وفاته. وفي يونيو 1995، اعلن الشيخ حمد بن خليفة، انه تولى مقاليد الحكم في قطر «بمبايعة وتأييد من العائلة الحاكمة والشعب القطري». وفي مسلسل الاغتيالات لكبار الساسة الذين لقوا حتفهم في أشهر يونيو من اعوام سابقة، كان هناك، الرئيس اللبناني السابق رشيد كرامي 1987، طوني فرنجية 1978، ولم يسلم من مصائب هذا الشهر ايضا بعض الاجانب الذين حكموا مصر، ففي عام 1800، قام سليمان الحلبي باغتيال الجنرال الحاكم في مصر، كليبر بطعنة من خنجر مسموم، وفي 26 يونيو 1879، تم خلع اسماعيل باشا خديوي مصر بسبب فساده المالي والاداري.