الجانب الإنساني في حياة الفلسطينيين كما أثاره الزغبي

TT

تأثرت كثيراً عندما قرأت مقال جيمس زغبي المعنون «استعادة حلم لا نهاية له» والذي يثير فيه اهمية اضفاء الجانب الانساني على القضية الفلسطينية، وأود ان اضيف تجربتي في هذا الشأن، فأنا من جيل الشباب الذي وجد نفسه وسط حالة من التجاهل لقضية فلسطين سوى تأكيدات روتينية ـ بعد كل اجتماع قمة عربية ـ على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

وهكذا وجدت نفسي ضمن جيل لا يفقه شيئاً عن فلسطين سوى هذه العبارات الجوفاء الخالية من أي صورة إنسانية عن مدى معاناة هذا الشعب من اجل تحقيق حلمه، ثم جاءت الانتفاضة الباسلة التي حركت مشاعري كما غيري من أبناء جيلي واثارت فضولي في اكتشاف معاناة هذا الشعب بنفسي. فوجدت نفسي اتوجه آليا لاحدى مستشفيات القاهرة حيث يعالج جرحى الانتفاضة والمرضى الفلسطينيين لألمس عن قرب مدى معاناة هذا الشعب وإيمانه بعدالة قضيته، واروي في هذا السياق احدى القصص التي اثارت شجوني واشعرتني انني أمام شعب عظيم في صموده، فياض في انسانيته.

فقد قابلت عبد الله، صبي في الثانية عشرة من عمره، فقد احدى عينيه عندما اطلق الجيش الاسرائيلي قذيفة على فناء مدرسته الواقعة ببيت لاهيا، وفي لمح البصر انطلقت الشظايا لتصيب الأطفال الابرياء الذين جاءوا لتلقي العلم على أمل ان يفيدوا بلدهم في المستقبل، وأصيب عبد الله بشظية اطارت عينه فجاء الصبي للقاهرة لتركيب عين صناعية، عندما سألته عما يحتاجه لم يجبني بانه يرغب في لعبة أو ملابس كما اعتاد الاطفال، ولكن منتهى امله ان يحصل على كتب السنة الدراسية الجديدة حتى يحافظ على تفوقه، هذا الصبي الذي يحلم بمستقبل واعد امامه اشعرني كم هذا الشعب مثابر في تحقيق هدفه.

نموذج كهذا جدير بأن تحكى قصته امام العالم حتى يشعر بمدى مسؤوليته تجاه تحقيق حلمه في الحياة كبقية اطفال الكون.