الفلسطينيون قد يفقدون الثقة بقادتهم

TT

« على القيادة الفلسطينية الرحيل» كان هذا عنوان مقالة «عبد الرحمن الراشد» المنشور في «الشرق الأوسط» في العدد 9039 تاريخ 28/8/2003.

الراشد فنَّد الخلافات الحقيقية والفعلية التي ظهرت على الساحة الفلسطينية، وحولت القضية الفلسطينية الى «لعبة كراسي» وسباق للاحتفاظ بالمقاعد. ووصلت الخلافات الى امور شخصية بحتة بعيدا عن مصالح الوطن الفلسطيني والشعب الفلسطيني، وهذا ما تسعى اليه اسرائيل، وهي وقد سعت منذ زمن طويل لتضع القيادة الفلسطينية في حالة بلبلة دائمة تنشغل بتوزيع المراكز والوظائف، وتبتعد عن لب القضية الفلسطينية.

رجالات السلطة الفلسطينية يصبون اهتمامهم على من يشغل المناصب وابتعدوا عن القضية الأساسية وراحوا يكيلون التهم لبعضهم البعض بينما الأمور تسير لصالح اسرائيل.

ما الذي أوصل الأمور الى هذه المرحلة؟ إذ كانت السلطة الفلسطينية في أوج صعودها وكان «عرفات» يقودها وهو حر طليق. اليوم هو محاصر في موقعه ومتقوقع في مكانه بسبب ما فرضته عليه ادارة «بوش وحكومة شارون» ليشلوا حركته وهذه خطة اسرائيل لعرقلة «خريطة الطريق» التي يرفضها شارون وحولها الى «مجزرة الطريق» وذلك باغتيال عدد من قادة حماس. الوضع خطير، والأمور تسير من سيئ الى أسوأ. بل الحالة وصلت الى الحضيض، والشعب الفلسطيني يوشك ان يفقد الأمل في قادته الذين يتصارعون للاحتفاظ بالمناصب.