يوم شفيت من فريدمان والإعجاب بالجند الأميركيين

TT

أظن أن توماس فريدمان اصبح متفائلا، فقد قمنا بعمل اكتشف معه اننا بدأنا نصبح بشرا ولو تجاوزا. هذا القادم من بلاد العلم والتكنولوجيا رأى ان برنامج «سوبر ستار» وما حصل في أثنائه من تصويت للمتسابقين، مؤشر يدفعه لمواصلة تعليمنا، فقد آنس منا، او على الاصح، من مراهقينا رشدا. انا مؤمن ايمانا كاملا أن الاميركيين، فى الوقت الحالي، اصبحوا يملكون علامة الابداع في كل حقل من حقول المعرفة، ليس لأنهم خلق آخر، ولكنها ظروف التاريخ ولا اريد ان اقول للاسف الا ان حقلا معرفيا واحدا اثبت الاميركيين أنهم فاشلون فيه وبدرجة امتياز، ذلكم هو التاريخ. لا يعيرنى بحال امتى الآن، فما يراه امامه مشهد واحد من لوحة تاريخية جميلة، وسننفض عنها الغبار قريبا ليس بانتحاريين نرسلهم لقتل اناس آمنين في ديارهم، فليس هذا في ادبيات المسلم المحب والذي امر الله بأن الانسان مكرم بصرف النظر عما يعتقد، سواء كان مؤمنا او ملحدا فهو مكرم. والذين ارتكبوا جريمتي نيويورك وواشنطن فهؤلاء لعنة الاميركيين صنعوها بأيديهم في كهوف افغانستان. اقول اذا كان فريدمان يرى أن ما حصل في ذلك البرنامج قد أدخل الى قلبه الطمأنينة، فليسمح لي ان اخبر بان مراهقينا يتأثرون بنجوم السينما والمغنين عندهم، لكنهم سرعان ما يشفون. فانا مثلا ومجموعة من اصدقائي، التقطنا الصور مع مجموعة من الجنود الاميركيين، في عام 1990 متحدين بذلك المارة في الدمام، والذين لم يعجبهم المنظر، وهاأنذا الآن، ارد على فريدمان، بعد ان شفيت من الانبهار بهم، لأنني اكتشفت، مثلما اكتشف اصدقائي، ايضا، ان ما ينادون به من خير، انما هو سراب، ففاقد الشيء لا يعطيه.