لماذا تيسير علوني؟

TT

عندما قام رئيس وزراء اسبانيا بزيارة للجماهيرية الليبية قام الرئيس الليبي بسؤاله عن أخبار تيسير علوني وعن التهم التي ألصقت به والتوسط للافراج عنه فقال الضيف «والرواية على لسان القذافي، من هو علوني. ويبدو ان هناك حيرة في كون رئيس وزراء اسبانيا لا يعرف علوني.

ويبدو ان ليبيا قد ألحت على معرفة أخبار علوني فاتصل رئيس وزراء اسبانيا ببلاده لمعرفة الشخص المعني وما تهمته وحينما اقبل العقيد في اليوم الثاني للزيارة اعتذر له وبأدب جم انه لا يستطيع التدخل لعمل شيء في هذا الموضوع حيث انهم دولة مؤسسات فيها قضاء مستقل.

في المقابل فهناك قصة الرئيس اليمني الذي قام بالاتصال مباشرة بملك اسبانيا وناشده باطلاق سراح علوني. والمضحك المبكي هنا ان ملك اسبانيا هو رمز الدولة لا سلطات تنفيذية ولا قضائيه له. فالسلطات المطلقة هي لحكامنا فقط. فبرلماناتنا صورية ونتائج انتخاباتنا تسعة وتسعون في المائة.

والذي لم افهمه لم هذا الاهتمام بهذا الموضوع وهل هي رشوة لقناة الجزيرة حتى تغض النظر عما يحدث في بعض البلاد أم هي عروبة. فإن كانت رشوة فهي مصيبة وان كانت المسألة عروبة وقومية عربية فليصلح الحكام العرب حال مواطنيهم اولاً.

تيسير علوني اعلامي مميز ولكنه لا يقف أمام المحاكم الاسبانية في قضية رأي بل تهمة «ارهاب» فإن كان مديناً فسوف يدان وان كان بريئاً فسوف يطلق سراحه بل يمكنه المطالبة بتعويض لما اصاب سمعته من ضرر. فلماذا البكاء ولم النحيب. فمن يشكك في نزاهة القضاء الاوروبي فهو مكابر، وان خيرنا علوني نفسه في ان يحاكم وبنفس التهمة في بلده الاصلي أو في اي بلد عربي، أم اسبانيا لا شك انه سوف يختار اسبانيا، فلا اعرف سببا واحداً لهذه الزوبعة الاعلامية ومحاولة البعض ان يجعل من الرجل رمزاً للنضال العربي في زمان جفت فيه الرموز فحقيقة، هذا هو زمان الاندهاش العربي.