أياً كان.. إيران عمق استراتيجي للأمة

TT

ردا على مقال ابو احمد مصطفى في «الشرق الأوسط» 24 اكتوبر (تشرين الاول) الجاري تحت عنوان «قنبلة الجمهورية الاسلامية»، اود ان اقول انه قد آن الاوان لتجاوز العقد التاريخية وتراكماتها. فظروف الامة وتحدياتها تستدعي رص الصفوف ونبذ الفرقة لمواجهة العدو الصهيوني المشترك. فان كانت هناك توجهات ايرانية للسيطرة الاقليمية وهذا شيء ملموس، إلا ان ذلك لا يعني حرق الجسور مع ايران.

وان كان هناك خلل بنيوي تاريخي في طبيعة العلاقة وثقافة مذهبية سائدة عند الطرفين تحض على استثارة المشاعر، فان ذلك لا يعني عدم التنسيق والتعاون ان اقتضت الحاجة وخاصة في ظل التحديات الراهنة لمواجهة خطر مشترك يهدد الجميع. فمهما بلغت الخلافات مع ايران الا انها تشكل عمقا استراتيجيا للأمة الاسلامية وسندا لمواجهة العدو الصهيوني. ولولا ذلك لاستفردت اسرائيل بالمنطقة. ولك ان تتخيل الوضع في دول المواجهة الباقية وحيدة (سورية ولبنان) من دون توازن الرعب مع اسرائيل في جنوب لبنان.

واود ان اشير الى انه ما زال هناك عقلاء في الامة يدعون الى التركيز على القواسم المشتركة والشفافية في التعامل وتجاوز التربص والترصد المذهبي بين المسلمين، يظهر ذلك جليا في التنسيق والتعاون السعودي ـ الايراني بعد احداث 11 سبتمبر (ايلول) والهجمة الشعواء على الامة. واخيرا اعتقد ان الدهماء والمغفلين، خلافا للذين ذكرهم ابو احمد مصطفى، هم الذين يسعون الى تأجيج المشاعر وبث الكراهية في الامة بدلا من تأليف القلوب.