لماذا نجح اليهود في الغرب وفشلنا نحن؟

TT

انا من الجيل الذي ما زال يتذكر كيف عاش اليهود بيننا قبل انشاء دولة اسرئيل سنة 1948. كانوا يشاركوننا اعيادنا ونشاركهم اعيادهم.

بعد انشاء اسرئيل شجع الانجليز اليهود المصريين على الهجرة اليها، ولم يبق الا اغنياؤهم الذين ظلوا حتى حرب 1967، حيث قرر الجميع بعدها الهجرة، لا الى اسرائيل، بل الى اوروبا واميركا. وكان هؤلاء الاغنياء ينتمون الى فئة تمتعت بنفود في مجالات التجارة والمال اكسبتهم نفوذا في كل من اوروبا واميركا. واقولها للتاريخ، ان اليهود الذين عاشوا معنا في العالم العربي، لم يكنوا اي عداء للعرب، رغم تعاطفهم مع انشاء دولة لليهود في فلسطين. وبينما لاقى هؤلاء النجاح في اوروبا كنا نحن العرب نفتقد الى كفاءات ومقدرات علمية ومهنية كالتي تمتع بها اليهود.

انني اتساءل هنا: لماذا نجح اليهود في الغرب رغم تمسكهم بتقاليدهم، ورغم العداء للسامية الذي لاقوه في اووربا، على امتداد حقب طويلة من التاريخ؟ وها هم اليوم يتولون مناصب وزارية وادارية في جميع الحكومات الاوروبية والادارات الاميركية، بل اصبحوا مرشحين لمنصب رئيس الوزراء في بريطانيا، بعد انتخاب هوارد زعيما لحزب المحافظين، وللرئاسة الاميركية بترشيح ليبرمان. لماذا نجح اليهود في اوروبا واميركا رغم قلة عددهم حيث لا يزيد عن عدد العرب والمسلمين المقيمين فيها بأكثر من 10 في المائة؟ هل يعود ذلك لتفوقهم؟ ام بسبب عداء اوروبا المتوارث للعرب والمسلمين بصفة خاصة. على كل حال، ان تولي ابناء اليهود مناصب اولى في اوروبا واميركا ليس بالضرورة مدعاة لما هو سيء.