الحجيلان أخطأ .. فالملكة عالية لم تقتل في أحداث 14 تموز العراقية

TT

وقع جميل الحجيلان في خطأ تاريخي في مقاله المنشور في جريدة «الشرق الأوسط»، بتأريخ 8 ـ 11 ـ 2003، والمعنون «ليلتان في تأريخ العراق»، حيث ذكر عن مقتل العائلة المالكة العراقية في صبيحة14 يوليو (تموز) عام 1958 ما يلي: «وتوالت الأخبار تنقل تفاصيل الانقلاب، وما اقترن به من عنف دموي ومجزرة رهيبة، قتل فيها الملك الشاب، ووالدته وخاله ومن كان معهم في قصر الرحاب». والحقيقة ان الذي قتل مع الملك فيصل الثاني وخاله الأمير عبد الإله، هو الوصي على العرش وبعض الأميرات. ولم تكن الملكة عالية، أم الملك فيصل، بين القتلى لسبب واحد هو وفاتها في العام 1950 بمرض السرطان.

كذلك لم يكن لمن قادوا ثورة14 تموز دور في مقتل العائلة المالكة، سوى مأخذ واحد سجل ضد (عبد السلام عارف)، كونه كان المحرض الرئيسي على ذلك، وعلى العنف الذي تلاه، من خلال ما وجهه من نداءات للشعب للخروج إلى الشوارع والانتقام من رجال السلطة. أما الذي نفذ الجريمة فهو ضابط كان قريبا من موقع الحدث اسمه عبد الستار العبوسي. وقد ثبت المؤرخ المبدع، حنا بطاطو، هذه المعلومة ضمن كتابه الشهير (العراق) حيث قال: «واعترف الرئيس ـ أي النقيب الآن «الكاتب» - العبوسي، الذي لم يكن عضوا في العصيان من الأساس، والذي جاء إلى المكان بعد أن سمع نداء عارف الموجه عبر الإذاعة للملازم حنظل، في وقت لاحق، أنه كان في تلك اللحظة: يمر بنوبة وشعر وكأن غمامة سوداء تغطي رؤيته، وإنه ضغط على زناد رشاشته بلا وعي ودون معرفة بما كان يدور حوله». والملازم حنظل كان أحد مرافقي العائلة المالكة، وهو حي يرزق ـ أطال الله في عمره ـ وموجود في دولة الإمارات، وذكر ذلك في كتابه «مقتل العائلة المالكة».

أما العميد المتقاعد «خليل حسين» أحد قياديي الاستخبارات العسكرية العراقية فيقول في شهادته، التي ذكرها في ندوة مجلة آفاق عربية، ونشرت على شكل كتاب بعنوان «الذاكرة التاريخية لثورة 14 تموز»: «للأمانة والتأريخ أستطيع القول إن الذي فتح النار أولا هما الملازم عبد الستار العبوسي والملازم الأول مصطفى عبد الله».