قضية منهج.. لا قضية أفراد

TT

جال بخاطري منذ فترة أن اكتب في موضوع لامسه أحمد الربعي في مقاله الذي حمل عنوان «قضيه منهج لا قضيه افراد». بكل بساطة اقول: نحن نسكن في منطقة حديثة في احدى المناطق البعيدة التي لا يتجاوز عدد سكانها الاربعة آلاف نسمة. وفيها من المساجد أكثر من ثمانية، منها اثنان يتسع كل منهما الى الفين من المصلين. وهي مساجد بنتها الدولة كمرافق. غير اننا نفاجأ ببناء مساجد على شكل «شبرات» على نفقة افراد، وأئمتها متطوعون غير خاضعين لرقابة الدولة، وتظل تجمع الشباب الى ساعة متأخرة من الليل، اغلبهم من دون الخامسة عشرة من العمر. بينما مساجد المنطقه خاوية لا يصل فيها عدد صفوف المصلين الى ثلاثة او اربعة فى احسن الحالات، وان حاولت ان تحاورهم في هذا الموضوع، شنوا حملة غير عادية عليك، وطالتك حملة التشهير وديباجة الاتهام المعروفة، بانك علماني، وليبرالى، وملحد، والدوله غائبة تماما عن هذا الموضوع، بينما وصلت دشاديش مئات الشباب الصغار الى ما بعد الركبة بقليل ومسدلين الشماغ والمسواك الطويا، يضعه مكان القلم في الجيب حتى يظهر نصفه للخارج، ويضعه بجانب فتاوى كثيرة يخرجها لك هؤلاء الغلمان. تساهل عجيب من قبل الدولة قد يجعلنا نصحو فجأة على خطر يداهم المجتمع، حيث يصبح اقتلاع الخطر صعبا، تبدأ بعده مأساة يعرفها الجميع.