المؤامرات ليست سببا في تكريس صورتنا السلبية

TT

بعد أن قرأت مقال مأمون فندي «تسليم الأرض والعرض بالهتاف»، تذكرت سؤالا طالما راودني: لماذا العقل العربي مشغول دائما بفكرة المؤامرة، وعلى كل الأصعدة؟

انني لا ارى القضية هكذا دائما، والا فإننا سنعلق كل مشاكلنا على شماعة المؤامرة، ونحن لا حول ولا قوة لنا في كل ما يحدث. نحن أمة لها من المشاكل ما تعجز أية عقلية مؤامراتية حتى عن تخيله. وما دامت آلية تفكير بعضنا، وهم ليسوا قلة، عاجزة الا عن القول بمنطق المؤامرة، فلن تقوم لهذه الأمة قائمة ان كان لها أن تقوم. فلبنان بلد يعاني أزمة سيادة منذ نشأته، وليس بسبب وجود «حزب الله» فيه، والا كيف يفسر فندي النفوذ الفلسطيني المتزايد بعد أيلول الأسود 1970، والذي كان قاب قوسين أو ادنى من القضاء على السيادة الكتائبية والمسيحية بشكل عام، والبقية معروفة من تدخل ما سمي حينها، «قوات الردع العربية»، ومن ثم السورية. فهل كان الوجود الفلسطيني مؤامرة؟ أما عن مبادلة الأسرى وقيمة العربي مقابل الاسرائيلي، فالحديث عنها لم يكن موفقا. فقيمة العربي من دون مقارنة مع أحد، هي قيمة متدنية ولا يعود الفضل في ذلك الى مبادلة «حزب الله» المائة بإسرائيلي واحد. أنا لا أدافع عن «حزب الله» ولا عن أي حزب ديني، بل اريد القول بأن النظرة الدونية هذه لها ما يبررها غير منطق المؤامرة. وهي أننا حقيقة أكثر شعوب الأرض تخلفا رغم كل ما نملك. فما الذي يمكن ان يغير النظر الينا بصورة اخرى؟

للأسف هذه هي الحقيقة، وتقرير التنمية الصادر مؤخرا لهو تأكيد على ذلك. فكيف نعكس صورة غير صورتنا السلبية، بينما لم نزل نجاهر بأننا أمة أمية غارقة في الجهل والكبت والقمع والفساد وغيرها الكثير.