رقم قياسي في المقابر الجماعية تجاهله كتاب "غينيس"

TT

* من عبد الحسين هنين عباس ـ الديوانية ـ العراق:

اشارة الى ما ذكره خالد القشطيني في زاويته اليومية تحت عنوان "خوف الله قبل خوف السلطان" المنشور في العدد 9121، 18 نوفمبر (تشرين الثاني) 2003، وتطرقه الى رسالتي التي نشرت في زاوية (ردود "الشرق الأوسط" وباسمي الصريح وعنواني الواضح، فقد جعلني ذلك موضعا للتهنئة من اهل الديوانية لنشر رسالتي في جريدة "الشرق الأوسط" الواسعة الانتشار. والغريب في الامر ان القشطيني ساق رسالتي مثلا لمن يكتب عن صدام حسين المخلوع بتخوف او وجل، كامتداد لما زرع في النفس العراقية المحطمة اثر عقود القمع والتنكيل.

وهنا اود ان اقول ان ما قصدته هو رؤية القشطيني الرائعة للمرأة والديمقراطية والمجتمع المدني المنشود. اما نظام صدام حسين فلا يعنيني الآن من امره شيء لانه ولى، وكما يقول اهلنا "جرى عليه الماء" وما محاولات التخريب والارهاب التي تقع هذه الايام الا حشرجة احتضار يائسة. الا انني اخالف القشطيني رأيه القائل بأن العراقيين لم يحاولوا الوقوف بوجه صدام الا قليلا.. فكيف هذا؟ وكان العراق اكثر بلدان العالم اكتظاظا بسجناء الرأي. لقد حققنا الرقم القياسي بالمقابر الجماعية والمعدومين عبر التاريخ وهذا ما غفل عنه كتاب "غينيس" للارقام القياسية.

لقد اوقعنا اليأس من ازاحة النظام السابق فريسة لمشاعر غريبة وامان اشد غرابة، حتى كنا نتمنى الحرب ونعد لها الدقائق والثواني فقط لنستنشق هواء الحرية، وقلنا فقط خلصونا من حكومة شذاذ الآفاق والشيطان ونحن كفيلون به.

وبدأت حملة الائتلاف وضبطنا ساعاتنا معها لننقض على رموز النظام ونجهز على اركانه التي نخرتها قوافل شهدائنا، وكان البدء في تحطيم الصنم الجاثم على صدر مدينتنا، فنحن في الديوانية اسقطنا تمثاله قبل سقوطه في بغداد، وامام اعين جلاوزته الجبناء، وامام دهشة الجماهير التي اندفعت في 2003/4/7 تهتف (لا زنزانة ولا اعدام.. راحت ايامك يا صدام).