قبل أن ننظر في ما تفعله أميركا.. هل تمعنا في ما فعله صدام حقا؟

TT

ردا على ما كتبه فهمي هويدي، تحت عنوان «حلا لمعادلة الأميركان أو سيناريو الكارثة في العراق» الاربعاء 3 ديسمبر (كانون الاول)، اتساءل ما اذا كان التشاؤم وعقدة المؤامرة اصبحا دلالتنا المتلازمة لأسباب تاريخية ام لأسباب ذاتية؟. وهل رؤيتنا للنصف الفارغ من القدح هي الطريقة الوحيدة للنظر للامور؟. فكما ان العقل يملي علينا ان نستوعب التجارب ونتعلم من الدروس، ويحتم علينا كذلك، ان ننظر للامور بواقعية تركن جانبا مشاعرنا الخاصة، بغية الحصول على تقييم عملي نستطيع من خلاله الحكم على الاشياء بشكل موزون ومن دون انفعال. وتجربة العراق اليوم، هي من اقسى التجارب التي مرت بنا منذ عقود، ولكنها في الوقت نفسه فرصتنا الذهبية للنظر لأنفسنا ومساءلتها عن الاسباب التي ادت الى هذا الواقع المرير، والإمساك بالسلسلة من حلقتها الاولى. وهذا يتطلب شجاعة ادبية هي اولى خطوات درب الخلاص من هذا الواقع وضمان عدم الوقوع فيه مجددا. وعندما نبدأ بمحاسبة النفس، سيكون سؤالنا الاول هو: اين الخلل؟ هل هو فينا، ام في الطامعين بنا؟. فالغرب الطامع، ان كان اوروبيا ام اميركيا، من أولويات وجوده المحافظة على مصالحه. ولا يستطيع الكاتب لوم احد كونه يريد المحافظة على وجوده، وان اتخذ وسائل لا تعجب الكاتب للوصول الى غايته تلك. فتزاحم الأولويات واختيار انسبها امر عائد لتقديره هو. والتصارع من اجل البقاء لا يتقيد بأخلاق الفرسان. وهو تصارع بالفعل تخبو فيه فرص الضعفاء بالنجاة. فلومهم امر غير منصف حقيقة. والتشبث بآمال رحمتهم لن يجدي نفعا. فالذئب لا يرى الشاة الا وسيلة تفنى لأجل بقائه.

اذن الخلل هو فينا نحن. ولا يجدينا التهرب من الإجابة نفعا. وتصحيح هذا الخلل يكون بتفحص مواقعه مليا، وإيجاد السبل الكفيلة بتصحيحه. وقبل ان انظر الى ما يفعل الاميركيون اليوم بالعراق، علي ان انظر الى ما فعل صدام بالعراق قبلهم.