لسمير عطا الله: لا تظلموا شعبا بأكمله

TT

أقول للكاتب سمير عطا الله، اننا في فلسطين ندرك تماما مدى الضجر الذي سببته قضيتنا على العالم، وبالأخص العالم العربي والإسلامي، على مدى خمسة عقود كاملة. وقف معنا أحرار العالم وثواره، والشعوب العربية والإسلامية، وقفة واحدة، تدافع عن فلسطين في كل محفل، وتمد من يمثلها بأسباب الحياة.

ولعلنا في فلسطين نقدر أن الازمات المتلاحقة التي تعيشها الامة العربية حاليا «شعوبا وحكومات» سببتها القضية الفلسطينية، التي لا علاقة لنا نحن الفلسطينيين بفعله.

ونعي أن مواقف الدول العربية تجاه شعوبها مورست بحجة احتلال فلسطين. وأن تبرير العرب لتخلفهم المعرفي والثقافي والتقني يتم تعليقه على شماعة الاحتلال الاسرائيلي.

أكثر من ذلك نعرف نحن هنا في فلسطين، ونعلم، ونقدر كل من يقف معنا في محنتنا، ونضع كل من يتحرك معنا لإيجاد مخرج للناس هنا، فوق رؤوسنا التي تنتظر رصاصة الاحتلال.

لكن ألا يرى معي سمير عطا الله، أنه رمى العديد من الفلسطينيين في مقاله «ملحق عاجل لصورة صدام»، بكثير من الاتهامات، والتهكم في بعض الأحيان، في مقالات تناول فيها قضية الاعتداء على وزير الخارجية المصري، أحمد ماهر، الذي تعالى كما مصر دوما، عن هذه الترهات التي حدثت له في المسجد الاقصى المبارك؟

ألا يرى عطا الله أن معظم الكتاب الفلسطينيين، بمختلف اتجاهاتهم وتياراتهم وانتماءاتهم، دانوا الحادث، واستنكروه بشدة، وأعربوا عن شديد أسفهم لهذا العمل الأهوج. وأن كل الفصائل الفلسطينية، «المتطرفة» قبل غيرها، دانت واستنكرت الحادث؟ عطا الله ليس بيننا هنا في فلسطين، ليرى الحرج الذي يشعر به الفلسطينيون شعبا وقيادة، بسبب هذه الفعلة الرعناء.

اتكأ عطا الله على التاريخ القديم، لما دار في الاقصى، كمن أراد أن يحاكم الفلسطينيين كلهم على فعلة فعلتها قلة بسيطة من المجتمع الفلسطيني، جوبهت برفض من كامل الشعب. وإلا، فإنني أفهم من كل من كتب معاتبا الشعب الفلسطيني، أن الشعوب العربية كلها على مستوى واحد من الاخلاق والسلوك الحسن. لا يا سادة.. إن الناس مشارب ومنابت مختلفة ومتعددة.

لكن رب ضارة نافعة كما يقولون، فقد أظهرت هذه الحادثة البسيطة، مدى حب الشعب الفلسطيني لهذا الرجل البشوش، ولدولته، ولشعب مصر.