جسورنا مع الراشد قائمة.. نعبرها كل صباح

TT

تمثل المؤسسات الصحافية العريقة منبراً ثقافياً وفكرياً واجتماعياً لقرائها. ويستقي الجمهور الكثير من المعلومات والأفكار من هذه الصحف التي تسهم، بلا شك، في صياغة المواقف والتأثير على الرأي العام، بما تبثه وتنشره من طروحات وآراء في مختلف المواضيع، سياسية كانت أم اجتماعية أم غير ذلك.

وما من شك في ان «الشرق الأوسط»، جريدة العرب الدولية بحق، لها باع طويل في احضار العالم للعرب في اوطانهم والأوطان للعرب في المهجر، فلا غرو إذن ان تحظى بمكانتها الفكرية والثقافية والاعلامية في عصر العلم والمعلومات، وان تتبوأ مركزها المرموق كاحدى كبريات الصحف الواسعة الانتشار في العالم.

ولعله من نافلة القول، بأن أهمية الصحيفة، أيا كانت، هي بمقدار الجهود التي تبذل كي تنافس وتثبت الوجود كعمل متكامل فنياً وموضوعياً. وما من شك ايضا، في ان رئاسة وهيئة تحرير الصحيفة هما القوة الرئيسية خلف نجاح المجهود الاعلامي عملياً وتجارياً. من هذا المنطلق وفي ضوء السجل الحافل والناجح لجريدة العرب الدولية، فقد كان لعبد الرحمن الراشد، ومن واقع تسلمه رئاسة تحرير هذا الصرح الاعلامي المرموق، اسهامه الواضح في توالي نجاحها نوعا وكما. لقد تميز عبد الرحمن الراشد بصفاء الفكر وسعة الأفق ورقي الأسلوب. كما تميز بالمصداقية ـ هذه السلعة القليلة الانتشار ـ في الأوساط الاعلامية والسياسية والفكرية، لحرصه على صحة الخبر وأصالة المصدر ودقة المعلومة. وكان من الواضح أن الصحافة لدى «الراشد» أمانة ومسؤولية قبل ان تكون مهنة ومنهج حياة، لأنها تؤثر وتتأثر، تثقف وتتثاقف في المجتمعات العربية والدولية. لقد عرف الراشد بجديته، ودماثة خلقه، وكذلك بأريحيته التي عكست السمات التي يتمتع بها طاقم «الشرق الأوسط». لقد كدرنا نبأ تخليه عن رئاسة تحرير «الشرق الأوسط»، لكن استبقاءه لعموده اليومي هو ما يوفر لنا بعض العزاء، فهو بذلك سيبقي جسوره الممتدة في كل صباح مع من يحترمه ويجله وما أكثرهم. وفي الوقت الذي نعتز فيه كمواطنين سعوديين بشخصه وقدراته، فإننا نتمنى لجريدة العرب الدولية «الشرق الأوسط» دوام التقدم، ليقيننا أن من اختاره الأمير الدكتور فيصل بن سلمان هو خير خلف للراشد المترجل. ان ثقتنا كذلك كبيرة في رعاية شخصه الكريم، والتي ستدعم تألق «الشرق الأوسط» ومسيرتها من نجاح الى نجاح. فما يتمتع به الأمير من حكمة وما يختزنه شخصه من فكر وثقافة، هي ما سيمكن من المحافظة على الموقع الريادي لهذه الصحيفة الغراء محلياً وعربياً ودولياً.