واعجباه.. وهل كان غزو الكويت خطيئة صدام الوحيدة..؟

TT

لي ملاحظة حول مقال نجم عبد الكريم المنشور يوم الخميس 29 يناير (كانون الثاني) الماضي تعقيبا على مقالات فؤاد مطر عن تجربة صدام حسين في حكم العراق، وهي قوله إنه، أي فؤاد مطر «اتخذ موقفا مشرفا عندما تخندق في الاتجاه المضاد لسياسة صدام حسين بعد قيامه بجريمة غزو الكويت».

هل معنى ما يقوله نجم انه ما كان بوسع فؤاد مطر رؤية وجه صدام حسين القبيح إلا بعد غزو الكويت؟

المقال رائع، لكنني لم أفهم هذه النقطة فيه، وهب ان الغزو لم يحصل، فهل تكون خطايا صدام مغفورة ويبقى القائد الملهم؟ إنها ستكون مغفورة من غير شك، في كتابات فؤاد مطر وغيره.

وما بالك في جرائم الحاكم السفاح التي ارتكبها خلال ثلاثة عقود، وجثث آلاف العراقيين الأبرياء التي طرحها في العراء ومنهم بعض أقربائي، والذين أحرقهم بالغازات السامة والحروب التي جر فيها شعبه وبلاده الى الجحيم؟

أننسى كل ذلك ونقول إن خطيئة صدام الوحيدة كانت غزو الكويت؟ هذا ما أراد أن يوحيه إلينا فؤاد مطر على الأقل، خصوصا عندما قال في جملة ما قاله، إن صدام حسين كان حريصا على حماية دستور العراق، علما أن القاصي والداني، وأكبر الحقوقيين وأقلهم شأنا، يعرف أن صدام أساء الأمانة وحنث بالوعود وعبث بالدستور، حين سلط أولاده ومخابراته وحاشياته على رقاب الناس وسحق الحريات.

وأي دستور هذا الذي يتحدث عنه فؤاد مطر؟

إن غزو الكويت جريمة تاريخية من دون شك، غير أن قباحة وجه صدام كانت ماثلة في عين الحق والعدل قبل غزو الكويت، لكنها كانت تخضع لعمليات تجميل من كل نوع، يقوم بها البعض، لمصالح شخصية على حساب حرية الإنسان العراقي وأمنه.