أين نختلف وأين نتفق مع تركي الحمد؟

TT

ذكر تركي الحمد في مقاله «ليست العلة في المفهوم.. ولكنها في قراءة المفهوم..!»، المنشور بعدد 28 ديسمبر (كانون الأول) 2003، أن «الأحزاب لم تُذكر في القرآن الا بمعنى الفرقة والتشتت والعصبية». وأود ان استخدم المنطق الذي جعله عنوانا لمقاله، لكي اختلف مع فهمه لم عنى هذا النص القرآني. وأستدل بالآية 122 من سورة التوبة «وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ». ويجد فيها بعض المجددين من المفكرين المسلمين اقوى دليل على موقف الاسلام الايجابي من التعددية السياسية. فالعبرة ليست بالتفرق وانما في اسبابه. غير اني اتفق مع تركي الحمد في ان اجهزه الاعلام العربية تترجم كلمة خطأ الى الارهاب (بدلا عن الارعاب) واختلف مع فهمه للآية 60 من سورة الانفال، «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم...»، التي تتحدث عن اعداد القوة اولا (وقد تكون قوة فكرية، ثقافية او حتى اقتصادية) قبل ان تدلف الى القوة العسكرية المكناه برباط الخيل. ومن المعروف ان حكومات الدول المتحضرة تستعمل اسلوب التخويف في معاقبة مخالفي القانون، مثلا شرطة المرور لا تستطيع تحرير مخالفة لكل متجاوز للسرعة القانونية، ولذا تعتمد على التخويف (لاحظ ان الحملة الاميركية ضد العراق كانت تحت شعار الصدمة والترويع).