لو قبلت القيادة الفلسطينية خطة شارون لما كان هذا حالها

TT

أود أن أشير إلى أن ما كتبه عبد الرحمن الراشد يوم 17 فبراير الحالي، تحت عنوان «مجرد كرافانات»، قد احتوى مغالطات عدة. لقد بنى الكاتب أطروحته على جملة مجتزأة للرئيس عرفات قيلت في غير المناسبة التي تحدث عنها الراشد. فلو دقق الكاتب في ما قاله عرفات، لوجد أنه قال لمراسلة قناة العربية «إيه يعني 17 كرافان، ويحطوا مكانهم 170 مستوطنة. انتي بصدّقيهم؟». لقد دأبت إسرائيل على توفير تغطية إعلامية لإخلاء بؤر استيطانية غير مأهولة أصلا، لتقوم في اليوم التالي بالإعلان عن عطاءات لبناء مستوطنات جديدة، ولكن فعلية على حساب أراضي وحياة الفلسطينيين. وهذا ما حصل بالضبط في اليوم التالي لنشر مقالة الراشد. إذ صادق الكنيست الاسرائيلي على خصخصة 20 مليون دولار لتعزيز الاستيطان في الاراضي الفلسطينية. أما بخصوص ما يتردد عن إخلاء مستوطنات غزة، فيجب التنبه إلى أن هذه الخطة قد تم ربطها باستنساخ هذه المستوطنات في الضفة الغربية، أو باستبدال مستوطنيها بـ200 ألف فلسطيني يعيشون في منطقة المثلث داخل إسرائيل، تطبيقا لخطة شارون بالانفصال احادي الجانب عن الفلسطينيين. فحتى أميركا حذرت إسرائيل من تجاوز الخطوط الحمر في تطبيق خطتها لإخلاء مستوطنات غزة.

أما مبدأ إخلاء أي مستوطنة فقد عبرت عنه القيادة الفلسطينية على لسان أكثر من مسؤول ومنهم أحمد قريع وصائب عريقات اللذان قالا: لن يجد الإسرائيليون فلسطينيا واحدا يتمسك ببقائهم ويمنع دباباتهم من مغادرة أي ارض فلسطينية. ما أود تأكيده هنا هو أنه لو اقرت هذه القيادة بخطة شارون، ووافقت على إعطاء إسرائيل 60% من أراضي الضفة الغربية، وتنازلت عن حق اللاجئين، لأصبحت في وضع غير الذي هي عليه اليوم.