أسئلة حول «مخيمات بريئة»

TT

على الرغم من استمرار التحقيق مع معتقلي غوانتانامو حتى الآن، ولم يتضح لنا عدد المذنبين بين الذين اعتقلوا، طالعنا عبد الرحمن الراشد في زاويته بجريدة «الشرق الأوسط» 17 فبراير (شباط) بموضوع (مخيمات بريئة أم مجتمع بريء) ووضعنا أمام مجموعة كبيرة من علامات الاستفهام يفوق عددها عدد معتقلي غوانتانامو، طاولت ترابط الفكرة، ربما لرغبة لدى الكاتب. في قول شيء ولم يقله. فأنا بحاجة لأن افهم ما قصده بقوله: «ان عدد المعتقلين من السعوديين يكفي لقرع جرس الانذار خاصة في مجتمع عرف اربعين عاماً بأنه مسالم حتى تسربت اليه افكار دعاة التبغيض» ومن أين بدأت تلك الأربعين عاماً وأين تنتهي، ثم هل ان دعاة التبغيض ومروجي الاضاحي البشرية ظلوا لمدة أربعين عاما يسربون افكارهم لمجتمعنا المسالم دون ان ينتبه اليهم أحد؟

ثم أيعتقد الكاتب ان مخيم جدة الدعوي ما كان الا للدعوة فقط؟ ففي اعتقادي انه كان توعوياً أكثر منه دعويا، وكان محاولة حسنة لملء برنامج العطلة لكثير من أفراد المجتمع وليس الشباب فقط.

ان جهات كثيرة تتنافس لملء أوقات الفراغ في برنامج العطلة وتتنافس لاستقطاب الناس، إما بمهرجانات أو غيرها، وقد يكون عدد الحضور فيها أكبر من عدد الحضور في مخيم جدة الدعوي، فلماذا اختار هذا المخيم بالذات.

يقول الراشد: «وهذه التجمعات التي ظاهرها الايمان»، وأتساءل هل يعني ذلك ان جوهرها مختلف؟ ان كان الامر كذلك فهو بحاجة إلى ادلة واثباتات وتوضيحات. أما بالنسبة لاشارة الراشد للأموال فأنا أضم صوتي لصوته، وبكل قوة، بأن كل المؤسسات والجمعيات التي تعتمد على التبرعات والهبات والعطايا ومساعدة الدولة، لا بد ان يكون لديها نظام محاسبي صارم ودقيق وشفاف، من جهات اشرافية متخصصة، وهو ما أخاله موجوداً لدى كثير من تلك المؤسسات، والدولة وجهت الجهات المختصة بالاهتمام بذلك، لكن ما يثير الاستغراب هو الاصرار على مهاجمة هذا المخيم.