فريدمان صار مثلنا.. والأميركيون أيضا

TT

توماس فريدمان الأميركي صار يتحدث الآن مثلنا نحن العرب بالضبط. أمورهم واضحة بالنسبة للمراقب المحايد، فحكومتهم تريد البنادق والزبدة والاستقطاعات الضريبية، وأنا أضيف أنها تريد نفط العراق والخليج العربي وغاز آسيا الوسطى وامتصاص القوة الأوروبية عن طريق ضبط ضخ النفط العربي وغير العربي إلى بلدانها. إذا على الاميركيين أن يستعدوا للمزيد من تحمل الأعباء داخل أميركا وخارجها، ولن يكون المواطن الأميركي العادي إلا ضحية لجشع حكومة يمثلها عدد محدود ممن لهم خيالات مريضة ويحلمون بالسيطرة على العالم. لقد زرت الولايات المتحدة ثلاث مرات، كان آخرها الصيف الماضي، ولم أر السعادة الأميركية على وجوه البشر بل رأيت شكوى وتأففا وكل يعزي نفسه بتناول ما طاب من طعام لا طعم له. كما لاحظت أن آخر ما يفكر به المواطن الأميركي هو صحته وكيفية تدبير علاجه، لثقته أنه آخر من يمكن ان تنشغل به الحكومة. لقد اشفقت على الأميركيين، رغم كل الأبهة التي يعيشون فيها. ألا يوافقني توماس فريدمان بان تورطهم المستمر في حروب مستمرة نتيجة الولاء الأخرق لهكذا حكومة، خلق وسيخلق مزيدا من الاضطراب النفسي لدى المواطن الأميركي، الذي سينتهي إلى ما انتهى إليه المواطن العربي هذه الأيام، من تشتت وعدم ثقة بالمستقبل؟ ربما توجب عليه هو الآخر البحث أو التطلع إلى حلم (أميركي) مختلف في بلد مختلف. [email protected]