لا.. ليس الدين.. بل الاقتصاد هو عود ثقاب العالم..!

TT

اشير الى مقال «الدين: عود ثقاب العالم» الذي نشر في جريدة «الشرق الاوسط» بتاريخ 1 مارس 2004. وأقول للكاتب إن الدين ليس عـود ثقاب نشعل به شرق الأرض وغربها، ومباحثات السلام هنا وهناك ليست لحل نزاع نشأ بسبب الدين او من اجل الدين ولكن للاتفاق على توزيع الخيرات، الارض وما بها من ثروات، بنسب يرضى بها المتحاربون. فالحروب منذ القدم لأسباب اقتصادية، غذاء، ماء ومتعة او بمعنى آخر لأخذ مكتسبات جديدة او المحافظة على المكتسبات الموجودة. والفتوحات الاسلامية كانت لنشر الاسلام ولكن الجيوش الحالية ليست لنشر الاسلام او مبادىء هذا المذهب او ذاك. إذاً يمكن ان نقول ان النزاعات، حتى الكلامية، هي للحصول على قطعة اكبر من الكعكة او المحافظة على القطعة المكتسبة. ولن تقوم الحروب إذا وزعت الخيرات على الجميع بشكل معقول. الدين الحنيف يدعو الى الخير والمحبة والعدل والرخاء لجميع الناس، في العالم كله، لكن ضعف الوازع الديني ادى الى ازدياد الجشع وهذا بدوره ادى الى ميل القوي، على مستوى الافراد والجماعات والدول، على الضعيف واخذ ما عنده (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة..... ألا تذكر قصة صاحب التسع والتسعين نعجة الذى ذهب لأخيه صاحب النعجة الواحدة يطلب منه هذه النعجة الواحدة ليضمها الى التسعة والتسعين). بسبب الجشع وضعف الوازع الديني انتشرت الحروب في كل مكان، داخل البلدان وبينها، وحيث هناك حرب فلا بد ان تكون هناك مباحثات للسلام، مباحثات لتوزيع الثروة. [email protected]