هل تنجح الحرة في ترقيع وجه أميركا القبيح؟

TT

بالاشارة الى الأخبار المتواترة حول انطلاقة جديدة لقناة الحرة ارجو نشر التعليق الآتي:

مند ايام جون فوستر دالاس في اواخر الخمسينيات تحاول الخارجية الامريكية سوق الذرائع والمبررات لسياستها الشرق اوسطية المنحازة ضد العرب وتطلعاتهم الوحدوية والداعمة للاسرائيليين على الرغم من انكشاف امرهم وافتضاح سياستهم العنصرية والتوسعية لدى معظم البلدان الغربية.

وقد حاول هنري كيسنجر في السبعينيات تأمين الوجود اليهودي الصهيوني في فلسطين عبر اقناع الرئيس المصري آنداك انور السادات بتوقيع صلح منفرد مع الاسرائيليين وترك سورية ولبنان والفلسطينيين في مواجهة الالة الحربية الامريكية. وكانت النتيجة الاجتياح الصهيوني للعاصمة اللبنانية بيروت في بداية الثمانينات من القرن الماضي وبروز تيارات صهيونية متشددة كان اخرها الارهابي ارييل شارون بطل مجازر صبرا وشاتيلا ورئيس وزراء العدو الصهيوني حاليا.

وقد استمرت المحاولات الامريكية لتجميل وجه امريكا القبيح في المنطقة العربية عبر مجموعة من السماسرة والوسطاء العرب لتنتهي الحملة الامريكية للعلاقات العامة عند نيويورك وواشنطن في سبتمبر 2001 بهجمات مرعبة راح ضحيتها الاف الضحايا المدنيين وتعاملت الادارة الامريكية الجمهورية الحالية مع العالم اجمع وخاصة العرب والمسلمين بمنطق من لم يكن معي فهو ضدي.

ومن ثم ازداد سخط العرب والمسلمين على السياسة الامريكية في المنطقة مع بداية العدوان الامريكي على العراق بعد تدمير افغانستان، ولم يعد في الامكان ترقيع المواقف الامريكية بالرغم من الوفود والزيارات الامريكية المتكررة للمنطقة العربية بعضها للترغيب واخرى للتهديد ولعل افتتاح قناة الحرة الامريكية يأتي في اطار الترغيب بعدما كان الترهيب واضحا في البصرة وبغداد.

فهل تنجح قناة الحرة حيث فشل كولن باول في اقناع المنطقة بعدالة المواقف الامريكية تجاه الامة العربية؟

ان الاجابة على هدا السؤال رهينة بمدى نجاح امريكا في ايقاف الارهاب الصهيوني على شعبنا في فلسطين والذي نرى انه الدافع وراء الكره العربي والاسلامي للسياسة الامريكية.