أين الخطأ...؟ سؤال بمليون جنيه ..

TT

تعليقا على مقالات محيي الدين اللاذقاني الثلاث في «الشرق الأوسط» بتاريخ 2و3و4 مارس (آذار) الحالي أقول له ولكم: نعم، أين الخطأ؟ أو ما الذي حدث؟ كما يسأل (ولا يجيب) برنارد لويس. أليس هذا سؤالا بمليون جنيه؟ لا أدري إن كنتم شاهدتم تلك الحلقة من «بقعة ضوء» التي يسأل فيها المواطن المثالي هذا السؤال للناس من حوله، فلا يحصل سوى على النظرات المرتابة والإجابات الجاهزة التي تنفي وجود أي خطأ، بل و تقرّعه على طرح السؤال. إن التنقيب في هذا الركام من الأخطاء يكشف طبقات ترسبية منها، تراكم بعضها فوق بعض ببطء، ثم تحجّرت مع مرور السنين والأجيال، حتى يظن من يصل إلى واحدة منها أنه قد وصل إلى الإجابة النهائية على السؤال، بينما هي لا تعدو أن تكون طبقة معتمدة على ما تحتها، وتحمل ما فوقها. أعتقد ـ بكل تواضع ـ أننا لا زلنا نعبد الأصنام. حسناً، ليست أحجاراً يمكن لمسها، بل أفكار ومُجردات وأسماء سميناها نحن وآباؤنا. وهي أنواع، وذات تخصصات، و هي قد تنمو في أوقات و قد تذوي في أخرى. ولك أن تستثمرها أو تزيد عليها إن كانت لديك الرؤية والمصادر والتنظيم لفعل ذلك، ثم لك أن تحصد من ورائها بعد ذلك ما تريد. وبالتالي فتحدي هذه الأصنام يشكل مغامرة مرعبة للعقل العربي حتى وإن ظل (التحدي) تمريناً ذهنياً خالصاً لم يتفوه به لأحد. فهو يشعر أنه إذا تناول هذه المسلّمات بالهدم فإنه سيهدم معها أسس هويته وتاريخه و كل مقدساته، وأي شيء يرعب أكثر من هذا؟ لا بد من تعرية هذه الأصنام وفضحها، ومن أفضل الطرق السلمية لذلك تمحيص أسمائها، ونقد مدى اتصالها بالوعي العام والتراث، وفضح عمليات القرصنة التي استولت بها على العقول، ومن ثم إثبات أرضيتها وتبديد هالات القداسة التي تحيط نفسها بها. لا بد من تدريب عقولنا على استحضار هذه الأبعاد العميقة للتوحيد، كلما رددنا رسالة الإسلام الأساسية: لا إله إلا الله! [email protected]