زواج بالمزاج وطلاق بالقرعة

TT

أؤمن بأن لكل شخص الحق في حياته الخاصة، وهذه الخصوصية يجب ان تكون مصانة ومحفوظة من تعدي الآخرين ومن فضول الفضوليين. ولكن عندما يرتضي الشخص ان تكون هذه الخصوصية موضوعا عاما يطرح في وسيلة اعلامية، يكون لنا ـ نحن المتلقين ـ الحق في ابداء الرأي، إما بالتأييد او الاعتراض او حتى الاستهجان.

قرأت في جريدة «الشرق الأوسط» يوم الاربعاء 17 مارس (آذار) الجاري، خبرا بعنوان «الصيعري يتزوج 58 امرأة خلال 50 عاما». والحقيقة ان ما جاء في الخبر قد أثارني: يقول الصيعري بأنه تزوج 58 مرة، وينوي اتمام زيجاته بالرقم 60 ! وغاب عن الصيعري ان الزواج «رباط مقدس لتكوين اسرة صالحة يكون فيها الراعي ـ الاب ـ مسؤولا عن رعيته، فلا يجوز الاستهانة به بهذا الشكل بجعله حلبة سباق وتنافس».

ثم يقول انه عند رغبته الزواج من جديدة، فانه يجري القرعة بين زوجاته الاربع لاختيار من يطلقها، كون الشريعة الاسلامية لا تسمح بأكثر من أربع زوجات، ولا أظن ان دين الرحمة والمسؤولية يسمح للصيعري بتحديد مصير امرأة مع اولادها بقرعة يجريها على ورقة.

الكارثة هي ان آخر زوجاته عمرها الآن ثلاثة عشر عاما، وتسكن قصرا في المنطقة الجنوبية، بل انه يقول انه ارتبط بها ظانا ان عمرها لا يتجاوز الحادية عشرة والنصف.

ونحن بدورنا نتساءل: كيف تم هذا الزواج؟ ومن المسؤول عنه؟ وهل استشيرت هذه الطفلة في زواجها ممن يكبرها بعشرات السنين؟ لعمري ان تلك حالة محزنة تستوجب التدخل لإيجاد تشريعات ـ ان لم تكن توجد ـ لمنع تكرار ذلك.