لمس سمير عطا الله في مقاله «كيف سيمشي والده في الشارع؟»،(«الشرق الاوسط»، 20 مارس)، الجرح، ليس فقط في تردي وضع المرأة العربية، بل في تردي وضع المجتمع العربي ككل. أبرئ المرأة من مسؤولية معالجة هذا الضيم، كما تطالبها معظم الأقلام التي قرأت لها، فهي ليست المجرم، ذلك ان المجرم، ببساطة، هو القاتل الذي يريق دمه رخيصا «ليرفع رأسه الفارغ في الشارع، ثم ينطلق بالرأس المرفوع هذا منددا غاضبا» للدماء العربية والمسلمة التي تسيل في كل مكان. هذا هو المجرم، أما راعي الجريمة فهو المشرع الذي أفرغ سني دراسته للقانون في قوانين ظالمة، وحتى لا نظلم الجميع، أقول إنه ليست جميع الدول العربية تمتلك هذا النوع من التشريعات. فهؤلاء ينسون القدسية التي أضفاها الإسلام على المرأة، وأن آخر وصية للرسول الكريم هي «استوصوا بالنساء خيرا».