كاتبة تنويرية تستحق التقدير

TT

اتابع باستمرار مقالات الكاتبة السعودية ثريا الشهري في صفحة الرأي بجريدة «الشرق الاوسط»، التي تعد، بالمناسبة، من اهم صفحات الجريدة. هذا على الأقل ما اعتقده، استنادا الى ان ما ينشر في هذه الصفحات يبقى دوما مفتوحا على تعدد الاسئلة في تعاطيه مع اشكالات روح العصر. وهذا شيء مهم وأساسي في مرحلتنا الراهنة المتسمة بالغموض الناتج عن تعطيل أعمال العقل والاستناد على ظواهر الخطاب التيئيسي، الذي لا يرى في استشراف افاق المستقبل، سوى مسايرة ما يسمى بالجاهلية الجديدة.

الكاتبة السعودية ثريا الشهري في مضمون كتابتها، لا تتوقف ابدا عند فضح مرامي مخلفات الخطاب الظلامي. وبالمناسبة فهولا يرقى الى مستوى الخطاب، بأبعاده الدلالية والرمزية، لكن الكاتبة تسعى بكل ما اوتيت من وعي نقدي، الى اشعال شمعة تضيء مااستطاعت اليه سبيلا من مسالك الطريق نحو المستقبل. ومعرفتها الجيدة بمكانيزم الخطاب النقدي الثقافي، تؤهلها للعب هذا الدور المنوط بالمثقف في مرحلتنا الراهنة، بالاضافة الى ابرازها الدور التنويري للدين الاسلامي، الذي يرتكز اساسا على الآفاق الرحبة للتسامح والتعايش مع كل الشعوب والحضارات الانسانية في اي مكان وزمان. انها تفكر، تكتب، وتبدع، ولا ترسخ المسلمات المفتعلة في حياتنا اليومية، وربما لهذه الاعتبارات، تسربت تلك الايادي الآثمة الى سرية بريدها الإلكتروني معتقدة بذلك انها ستمارس عليها نوعا من الارهاب الفكري والتقني معا لتعطل فيها رغبتها وإرادتها في مواصلة طرحها للسؤال الثقافي برؤية جديدة ومتجددة.