أين اختفى دور الحضارة العربية؟

TT

مقالة عادل درويش المنشورة في العدد 9248 من الشرق الأوسط ، عن دور المصريين القدماء في بناء الحضارة على مدى القرون تدعو الى الاستغراب، حيث يقول الكاتب: إن الحضارة الفرعونية لم تندثر أبدا وانما يتكرر تناسخها وبعثها حتى وصلت الى الانجازات الاوروبية الحديثة، والتي نسميها مجازا الحضارة الغربية . وفي كل مقالاته يطمس دور الحضارة العربية الاسلامية في بناء الحضارة الانسانية والحضارة الغربية على الخصوص. إذ يعيد جذور معرفتها الى زمن مانتيوس الكاهن ومنهجه في الدراسة في مكتبة الاسكندرية كأول جامعة عالمية في التاريخ.. ولا أدري كيف يفكر هؤلاء ويتهمون الحضارة العربية بالهمجية وان غايتها هي الغاء الآخر ونشر التعصب والتطرف.

إن المفكر المعتدل في تفكيره المنصف في تحليله يجب ألا يلغي دور الحضارة العربية الاسلامية في نشر المعرفة الانسانية، وان ما أسسه ونقله المسلمون في الأندلس من معارف وعلوم كان لها ابلغ الأثر والفضل الكبير في نشوء الحضارة الغربية، إلا ان الغرب أخذ من المسلمين علومهم وفلسفتهم ومنهج تحليلهم وبنى عليها معارفه الحديثة وترك الانتماء الديني العقدي والفقهي بالمعنى الطقوسي الشعائري التعددي، بل منع تأثيرها لأسباب آيديولوجية ولظروف تاريخية سياسية تتعلق بالخوف من تمدد وانتشار هذا الدين الجديد في اوروبا. وما زال هذا الخوف قائما حتى اليوم بالرغم من التفوق التقني والعلمي للغرب.