لم تصدمني مشاهد التعذيب بل صمت الآخرين عليها!

TT

ياله من مقال، لزين العابدين الركابي، المنشور بتاريخ 8 مايو (أيار) الحالي اشكره عليه. وأود التعقيب بأنني لم أفاجأ بصور المساجين العراقيين وعمليات التعذيب والإهانة التي يتعرضون لها، لأنها أمر متوقع، على الأقل بالنسبة لي. الشيء الذي دهشت له أنها نظمت بتلك السرعة، حيث لم يمض على الاحتلال الأميركي للعراق أكثر من عام. إن ممارسة صنوف التعذيب ضد المظلومين تأخذ شكلا متشابها أثناء الاحتلال الخارجي أو الداخلي لأي بلد، بغض النظر عن الزمن أو التاريخ الذي تحدث فيه، بل إن التاريخ يكرر نفسه في هذه المسألة بالذات، وهي ممارسة البشر همجية بعينها ضد بشر آخرين تحت أية حجة، عندما تتيح لهم الظروف ذلك، والحرب فرصة مناسبة تماما للبعض مهما علت مراتبهم العسكرية والاجتماعية لممارسة انحرافاتهم الأخلاقية والفكرية، وما الطغاة والدكتاتوريون إلا نماذج مريضة من البشر شوهتهم النظرة الاستعلائية على الآخرين واحتقارهم للغير، فمنحوا أنفسهم صكا إلهيا يخولهم استعباد الناس والتنكيل بهم. لم أصدم لتلك المشاهد، لأني أعلم تماما أن تلك الممارسات غير الأخلاقية تحدث في كل السجون، والعربية منها، الذي صدمني ويصدمني، بل يحطم أعصابي، أن العرب صم بكم من المحيط الى الخليج، وكأن الأمر لا يعنيهم في شيء، ولسان حالهم يقول: لا نستطيع عمل شيء، لا أحد يسمعنا، الأمر ليس بيدنا، انهم أقوى منا، من يستطيع الوقوف في وجه أميركا؟...