فريدمان أمين لأفكاره وصادق في التعبير عنها

TT

بغض النظر عما قيل عنه وما يقال من قبل منتقديه، يبقى توماس فريدمان، رجلا موضوعيا وصادقا في التعبير عن وجهة نظره، على الاقل في الموضوع الذي تناوله في مقاله «اخيرا بتنا نرقص وحدنا»، المنشور بتاريخ14 مايو (ايار) الحالي بالذات. إذ يقوم فريدمان بتقديم نوع من النقد الذاتي لأميركا لمواقفها الاخيرة ممثلة بمواقف ادارتها البوشية، كاشفا للمنطلقات الحقيقية التي حركت وما زالت تحرك بوش البراغماتي واللااخلاقي، وليس بوش الوطني او بوش الاخلاقي. انها عقلية الوصولية والكذب والخداع، التي يمارسها بوش واركان ادارته للوصول الى تجديد حكم أميركا، في مسار من المعضلات الاخلاقية التي كان على الادارة ان تحلها بكل صراحة وشرف واستقامة. «لماذا تتحدث يا فريدمان عن هذه القضايا والأساليب على هذا النحو المفاجئ؟ أنت الشخص الذي كان على الدوام يقول ان الوصول الى نتيجة مناسبة في العراق، يحتل أهمية كبرى بالنسبة للبلاد، بحيث يتعين ان تبقى فوق مثل هذه القضايا السياسية». هذا نقد ذاتي مباشر وحازم ولا تنقصه الابعاد الاخلاقية. فريدمان ينتقد نفسه ليصل الى ان البلاد، (أميركا)، بحاجة الى ما هو اكثر اهمية من اللهاث وراء نجاح انتخابي على حساب قضايا اخلاقية تمس جوهر الثقافة الأميركية. « فقد كان هذا، بالتأكيد، الشيء الأكثر أهمية بالنسبة للرئيس والبلاد». وهو خطاب نقد وادانة لسلوك ومواقف واهداف البوشية الجديدة، من منظور أميركي صادق ونظيف. فريدمان يعالج مشكلة داخلية لكن عبر طرح حضاري.