القضية ليست عربا وفراعنة

TT

تحية للكاتب اميل أمين، على مقاله «عروبة مصر.... الرافضون يمتنعون.. ولا عزاء في الأوهام..!»، المنشور بتاريخ 13 مايو (ايار) الحالي، وتفهمه الواعي المجرد، وعرضه الواضح المبسط، لقضية تجريد المحروسة من عروبتها كخطوة أولية لطمس هويتها وعقيدتها. انني اوافقه على كلامه وازيد عليه بأن التقسيم أصلا خطأ. فالقضية ليست عربا وفراعنة، بل وعجما متمصرين ايضا. فبدايات المحروسة كانت مع الفراعنة، والذين انتهوا رسميا وتاريخيا بعد الاحتلال الفارسي (400ق.م) وتلاه بعد ذلك بقليل قدوم الإسكندر الأكبر (340 ق.م)، ومن ثم البطالمة فالرومان فالفتح العربي، ثم مراحل الخلافات الإسلامية فالمماليك فالعثمانيون فمحمد علي وأسرته، ثم حقبة الجمهوريات من 1952 الى الآن. ان التقسيم العرقي المصري متنوع، فهناك العديد من العجم المتمصرين، وتعريب المحروسة جاء من العقيدة الإسلامية وأصولها السامية (مصرييم بن سام بن نوح) والعوامل المشتركة مع عرب الجزيرة العربية، والدليل هو فشل كل الحضارات والغزوات في تلوين المحروسة بلونها أو صبغها بجنسها. ونحسب أن هذه الدعوة (للفرعنة) ليست من أقباط مصر (ذوي الأصول الفرعونية ومن هاجر من أهل الشام أثناء الاضطهاد الروماني واستوطنوا بالمحروسة)، بل من العجم الوافدين المتمصرين والذين هم ليسوا عربا أو فراعنة.