للراقصين على آلام الآخرين : العراق قادم

TT

بكل ما تملك حنجرتي من قوة اقول لسعد بن طفله تعليقا على مقاله «لم يبق الا أنتم الأمل» بتاريخ 22 مايو (أيار) الحالي : نعم ، إن الجرح العراقي النازف لا يحس أو يتألم لنزفه غير العراقي الذي يهدره ذاك النزيف، وقلة من العرب أولئك الذين يضمدون ذلك الجرح الذي لا يراد له أن يبرأ كما يلوح في أفق عروبيينا وأسلامويينا وقططهم السمان، وبخلاف تلك القلة الشريفة، يتبرع مدعو حب العراق الكثر، بنكء جراحه بمناسبة وغير مناسبة، غير أن رؤيا اليقين العراقية لما يجب أن يكون عليه مستقبل العراق الخارج توا من نفق نظام صدام، هذه الرؤيا التي يصنع أفقها المشرق أبناء العراق الشرفاء، أخذت تقلق المضاجع الوثيرة، والراقصين على آلام الآخرين. أتحدث بهذه الحرقة لأنني عراقي يعرف ما في شعاب العراق أفضل من غير العراقي الذي يحسب نفسه عراقيا أكثر من العراقيين، ويعرف من هو الصديق الذي يضمد الجرح. بأسم كل العراقيين الذين سامهم نظام صدام العذاب والموت الجماعي، أشعر بالامتنان لكل الذين يضمدون جراحنا، وأن فوضى الهاوية منتهية لا محالة، وسينهض العراق من جديد، وسيمد أبناؤه أياديهم لكل الذين ضمدوا جراحه شاكرين لهم موقفهم الصادق. لقد كنت يا سعد في كتابتك هذه أقرب من حبل الوريد للعراق، ولا أنسى العديد من الأسماء التي ضمدت جراحنا، بهم الخير ومنهم نستمد الثقة بخطواتنا الحالية واللاحقة وليحيا العراق القادم.