أخيرا نطقت الجامعة العربية لكن في الاتجاه الخطأ!

TT

أوردت «الشرق الأوسط» في عددها رقم 9305 بتاريخ 20 مايو (أيار) الماضي، أن جامعة الدول العربية هاجمت السودان، متهمة إياه بانتهاكات حقوق الإنسان في دارفور.

ان جامعة الدول العربية ظلت منذ إنشائها قبل نحو نصف قرن من الزمان، لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأعضائها، حتى انها رفضت إدانة المقابر الجماعية المخزية في العراق، كما انها نأت بنفسها عن الدفاع عن حقوق الانسان في الدول العربية التي تعتقل وتعذب وتقتل سجناء الضمير والحق السياسي، بل انها لم تهاجم استضافة المغرب لمؤتمر الحاخامات اليهود أخيرا أثناء مجازر رفح.

فما الذي دفعها للهجوم على السودان، في الوقت الذي تذكر في تقريرها ان متمردي دارفور هم الذين بدأوا القتال، وهو قتال يعلم جميع السودانيين انه كان قائما قبل عشرات السنين بصور متقطعة ومحدودة حول المرعى والاراضي بين قبائل اقليم دارفور، الى ان أجّجت نيران هذا القتال جماعات المصالح.

ألم يكن من الأفضل للجامعة العربية أن تدخل كوسيط لحل المشكلة بدلا عن اصدار بيان «غير متوازن»، خاصة وهي تسعى وراء الإصلاح الذاتي لعلاج اخفاقاتها السياسية والاقتصادية والثقافية؟.