السودان عائد إلى العرب والأفارقة بسلة مليئة

TT

طالعت في الشرق الأوسط يوم السبت 29 مايو (أيار) الماضي، مقالا لاحمد الربعي تحت عنوان فجر سوداني جديد وبالرغم من جاذبية العنوان، الا انني احسب ان الكاتب اوجز فأوفى وأصاب كبد الحقيقة وأتى بعصارة الموضوع.

لا شك في ان الشعب السوداني سئم هذه الحرب الطويلة التي لم نحصد منها الا الهشيم والدمار، وبحمد الله احتكمت (الحكومة والحركة الشعبية) لصوت العقل وان كان ذلك قد تأخر كثيرا، الا انه تحقق السلام والوئام الذي صبونا اليه الشيء الذي سيجعلنا نعض على هذا المنال بالنواجذ، ولا مجال بعد ذلك للتراجع والنكوص، بل عهد جديد واعد بالنهضة والتطور والديمقراطية المستدامة والتداول السلمي للسلطة ولا مكان للانقلابات العسكرية في الخارطة السياسية مستقبلا ولا عودة للاحتراب والفتن، وسنعود كما ينبغي ان نكون سلة غذاء العالم العربي والافريقي.

حقا ان الجهود الغربية التي بذلت كان لها الفضل الاول في التوصل لهذا السلام في غياب الدور العربي الكامل، الذي هو اولى بذلك، لما للسودان من موقع مهم على خارطة الوطن العربي، لذلك نأمل من العرب في مرحلة ما بعد السلام ان يسهموا في اعادة اعمار ما دمرته الحرب، والاستثمار في الجنوب الذي يزخر بموارد طبيعية وافرة، من بترول وأراض زراعية خصبة، وثروات حيوانية كبيرة، حتى تكون الوحدة جاذبة للجنوبيين بعد انقضاء فترة السنوات الست المقبلة، التي سيأتي بعدها الاستفتاء لتقرير المصير، وبذلك نضمن الحفاظ على وحدة السودان وسلامة اراضيه.