ردا على تركي الحمد: ثمة ما هو أبعد من المناهج التعليمية

TT

استغرب إصرار الكاتب تركي الحمد، الذي ظهر في مقاله «ما هو أبعد من الإرهاب»، المنشور بتاريخ 13 يونيو (حزيران) الحالي، على ارجاع أسباب ظاهرة الإرهاب، إلى المناهج ووسائل الإعلام والمساجد وغيرها! فمن الخطأ وضع تلك الأمور سبباً رئيسياً لظاهرة الإرهاب.

ان ما درسناه نحن وملايين السعوديين من مناهج هو نفسه ما درسه بعض الإرهابيين، ولم نصبح إرهابيين أبداً. ولا أنفي دور المناهج ووسائل الإعلام وتأثيرها بالنسبة لزرع فكر الإرهاب، إلا أن تأثيرها لا يتجاوز 30 في المائة داخل مجتمع مثل المجتمع السعودي، وهناك ما هو أعمق وأقوى تأثيراً من المناهج.

فالجزائريون، مثلاً، يدرسون وفقاً لمناهج تختلف عن المناهج السعودية، وهي في الغالب، تحمل روح الثقافة الغربية!، إلا أن الإرهاب هناك من قِبل الجماعات التي يُطلق عليها إسلامية مسلحة، كان الأفظع في وقتنا الحاضر، فهل المناهج والإعلام في الجزائر كان لهما دور في هذه الأزمة التي يعيشونها!؟ ما أريد قوله، إن حصر هذه الأزمة التي نعيشها، في المناهج والإعلام، يعتبر إجحافاً بحق الواقع قضية في المرتبة الأولى إذن، هي قضية فكر يأتي من أشخاص يتحدثون باسم الدين، استغلوا هؤلاء المارقين كي يحققوا لهم أهدافهم الدنيوية (السلطة)، فهم مثل ما يستخدم البعض مصطلح الحرية والديمقراطية لتحقيق أهدافه البعيدة كل البُعد عن الحرية والديمقراطية. يعلم الكاتب ان هناك دولاً تحتل وشعوباً تقتل وتُباد باسم الحرية والديمقراطية.. هناك أشخاص يقومون بانقلابات عسكرية باسم محاربة الديكتاتورية، بينما هم ديكتاتوريون. كل يختار الصفة التي يراها مناسبة لتحقيق اهدافه حسب طبيعة المجتمع الذي يعيش فيه.