سلام السودان .. المشكلة في شيطان التفاصيل

TT

قرأت مقال الكاتب محمد الحسن احمد «هل وراء اتفاق سلام السودان ملاحق سرية؟»، المنشور بتاريخ 24 يونيو (حزيران) الحالي.

واقول ان الكاتب ما فتئ يثير الاهتمام بما يطرح من قضايا لا سيما ما يتعلق منها بالسودان، هذا الوطن «القارة»، بما له من تشابكات واسعة وعميقة مع الدول العربية والأفريقية، ناهيك من ان تدويل قضيته بشكل واضح، خاصة بعد جولات المفاوضات الاخيرة، التي افضت في عام 2002 الى توقيع بروتوكولات مشاكوس برعاية أميركية، وفقا للمقترحات التي تقدمت بها منظمة الإيغاد (منذ عام 1994) ورفضها نظام الحكم في السودان سابقا، ليقبل بها بعد مرور عقد من الزمن، فقد فيه السودان من الارواح والثروات ما يصعب تقديره، وها هي الحكومة السودانية تعود الى طاولة المفاوضات، بل وتقبل بتقديم تنازلات كبيرة لصالح الحركة الشعبية. وفسر كثير من المحللين اسباب هذا التحول، بتأثير الدور الأميركي وتداعيات احداث الحادي عشر من سبتمبر، حيث أبدت حكومة الخرطوم استعدادا منقطع النظير للتعاون مع الحملة الأميركية ضد ما يسمى مكافحة الارهاب، من ناحية، وفي ضمان تنفيذ الاستراتيجية الأميركية في المنطقة وفي السودان بشكل خاص.

بالنسبة لبروتوكولات اتفاق مشاكوس، فأعتقد انها تتضمن بالفعل بنودا لم يصرح عنها، وما صرح به الدكتور جون جرنق خير شاهد على ذلك. كما ان اقطاب الحكومة السودانية بينوا في مناسبات مختلفة عدم اطلاعهم على بعض البنود.

صحيح ان نشير الى ان اتفاقيات مشاكوس وبروتوكولات نيفاشا المكملة هي بالفعل خطوة جبارة نحو السلام المستدام في السودان في حالة تنفيذها، لكن تلك العناوين الكبيرة ليست كافية، فالشيطان يسكن دوما في التفاصيل على ما يقال.