في الوضع العراقي المنهار.. نصيب المرأة أكبر

TT

تعقيبا على مقال منى الطحاوي «من سيكافح من أجل فتيات العراق ونسائه؟»، المنشور بتاريخ 4 يوليو (تموز) الحالي، اقول انه لا يمكن بأي حال من الأحوال معرفة الوضع الاجتماعي المنهار في العراق. إلا أن نصيب المرأه العراقية هو الأكبر في هذا الانهيار.

خلال العقدين الأخيرين، تعرضت المرأة العراقية لشتى أنواع الإذلال. وعلى مدار الحروب التي خاضها العراق مع إيران والكويت، كانت المرأه العراقية الضحية الأولى، بفقدها أباها، ثم أخاها، ثم زوجها. وبعد كل ذلك كان مطلوبا منها أن تقاوم وتدافع عن الوطن، في بلد يأكل أبناءه في حروب لا جدوى منها سوى القتل والدمار. بداية النهضة النسوية في العراق، استندت الى تشجيع بعض المفكرين والكتاب العراقيين، فكان هؤلاء سندها في النهوض بما كتبوه وما تحملوه من مشاق من اجلها، وكان على رأس هؤلاء المفكرين، الشاعر العراقي المعروف، جميل صدقي الزهاوي، الذي كتب مقالا تحت عنوان «المرأه والدفاع عنها»،عام 1910، طالب فيه الرجل «بتغيير نظرته للمرأة، كونها إنسانا ولها حقوق ولا يجب الاستهانة بها أو الاستخفاف برأيها». وقد أحدث مقاله هذا دويا هائلا في الأوساط العراقية، كان من نتيجته عزله من مدرسة الحقوق التي كان يدرس فيها (حاليا كلية الحقوق). غير ان النظرة الى المرأة ظلت كما هي، بل زادت سوءا. فهل نتوقف هنا، ولا نلقي بالتبعية في كل ما يحدث في العراق على الاستعمار، الذي جاء ليأكل خيرات الأرض والعباد، لكنه حين جاء، لم يجد أحدا يقاومه ويدافع عن الأرض والناس. وبعد كل ذلك، نواصل تجرؤنا على المرأة في العراق بالقول والفعل معا.