دبي تتبع خطى اسكندر هاميلتون والسعودية مرشحة لإنجاب مثيله العربي

TT

اتفق مع سمير عطا الله في مدحه نهضة دبي في مقاله «الوقت الخطأ للذهاب»، المنشور بعدد 7 يوليو (تموز) 2004 . فهي مدينة تقدم دليلا دامغا على ان مأساة العرب الحالية، اصلها فكري. وان الانسان العربي قادر على احتلال مقعده المرموق بين الامم، اذا توفرت له العقول المفكرة التي تقدر موطئ القدم قبل الخطو. ونجاحات دبي تذكرني دوما باسكندر هاميلتون، وزير المالية في اول حكومة اميركية بعد الاستقلال، وتكوين الاتحاد الفيدرالي الاميركي. فهو احد آباء اميركا المؤسسين الذين كان لهم اثر كبير في تكوين الشخصية الاميركية (لربما اكبر تأثيرا من رئيس تلك الحكومة نفسه، جورج واشنطون).

فهو الاقتصادي الذي وضع اللبنات التي قام عليها الاتحاد الفيدرالي الاميركي، ونجح في تمرير سياسات كانت غير مرغوبة وشديدة المخاطر (مثل تحمل الاتحاد الفيدرالي الوليد ديون جميع الولايات الـ 13 التي تشكل منها). و قد اثبتت الايام بعد نظر هاميلتون، اذ ان الرباط الاقتصادي الغليظ الذي ربط به الاتحاد شكل صمام امام ضد تفتت الاتحاد امام الازمات الرهيبة التي تعرض لها. ودبي تشبه هاميلتون، في انها اصبحت واضعة معايير.

وبالرغم من نجاحات دبي، فإنني اعتقد ان السعودية هي الدولة التي سوف تصحح اخطاء تجربة دبي، وتنجب اسكندر هاميلتون العرب، وذلك لأسباب كثيرة، اذكر منها، ان السعودية لم تعان من الفرنجة بشكل كبير، وذلك يجعلها مؤهلة للنجاح في انتهاج سبيل وسط، يوفق بين الأصالة الاسلامية والانفتاح الاقتصادي.