لأهل دارفور وليس للنجف: انتبهوا.. فمن الحب ما قتل

TT

اطلعت على التغطيات المتميزة على صفحات صحيفتنا «الشرق الأوسط» الحرة لأحداث النجف، مثلما رأينا على شاشات التلفاز عمليات القصف المكثف الذي طال حتى أماكن العبادة، ولم نسمع للأمم المتحدة صوتا، ولا لمجلس الأمن قرارا، بل إننا لم نسمع من منظمات ولجان حقوق الانسان استكارا، وأكرر مجرد الاستنكار.

وفي السودان قامت فئة مارقة ومتمردة بقتل موظفي الدولة وتدمير المنشآت الحكومية، فأرادت الحكومة القائمة، وبحكم مسؤوليتها، حفظ الأمن وقمع هذا التمرد، فقامت الدنيا ولم تقعد، ونشطت جميع منظمات حقوق الانسان، والدول الكبرى والعظمى، واستيقظت الأمم المتحدة، ونشط أمينها العام وشد الرحال مسرعا الى دارفور.

وتشاء الظروف أن تفيض بنغلاديش بالماء ويتشرد أكثر من عشرة ملايين مواطن ليصبحوا دون مأوى، فلم نشاهد لا أمين الأمم المتحدة، ولا وزير خارجية أميركا أو مسؤولي تلك الدول التي فاضت انسانيتها على دارفور.

هذا بالطبع من غير مشاهداتنا اليومية للجرافات الاسرائيلية وهي تدمر المباني على أصحابها في الأراضي المحتلة في فلسطين، في ممارسات أصبحت يومية، ومرة أخرى لم نشاهد أو نسمع للأمم المتحدة حراكا ولا للآخرين استنكارا.