هي حملة.. لكن تغيير تاريخ شعب شرق أوسطي عريق هو المصيبة

TT

إشارة إلى مقال خالد القشطيني (أبشع تزوير للعشاء الأخير) في العدد رقم 9378 بتاريخ الفاتح من أغسطس (آب) الحالي، أقول إن التفسير والتلاعب الكيفي بمفردات وسطور تاريخ الأديان الحقيقية ونصوصها قد أصبح سمة بعض العصور، ومنها عصرنا الحالي، ظنا أو عمدا بتقويم ما جاء في نصوص وتاريخ تلك الأديان لتتلاءم مع سياسة العصر. وأشير إلى أني سبق وأن حضرتُ قبل عقد من الزمن ندوة موسعة حول عمق العلاقة التاريخية بين الكرد واليهود، حضرها أكثر من 600 مثقف كردي، وأقيمت في قاعة ميديا بمدينة أربيل شمال العراق، حيث قدّم أحد المحاضرين، اسمه دوغلاس لايتون، نبذة تاريخية مسهبة حول الموضوع، ذكر في كلمته كيف أن أب الأسود الجياع أكل النبي دانيال ـ وهو أحد السبايا اليهود ـ في عرينهم تحت الأرض بقلعة كركوك، بعد رميه بأمر من الملك داريوس الى الأسود تلك، ثم في الصباح أخرجوه، ونوّه السيد لايتون بشكل غير مباشر بأن داريوس آمن ورعيته، إنه سيناريو وربط ذكي للحدث.

في الحقيقة أن المبشرين كانا ذكيين في الطرح، واقتنع الكثيرون من الحاضرين بأفكارهما وطرحهما، لأن كثيرا من المثقفين الأكراد يبحثون عن جذور تربطهم بعالم اليوم تاريخيا، لأنه وبعد سقوط نينوى على يد الاسكندر المقدوني، انقطع الكرد عن حركة التاريخ في منطقة الشرق الأوسط، ومن حق الأكراد البحث عمن يتضامن معهم في محنتهم التاريخية التي لا يزالون يدفعون فاتورة انقطاعهم عن التاريخ، مثلما لا يزالون تحت وطأة ظلم الترك والفرس والعرب.