للإخوان.. قبل أن يفوتهم القطار السوري

TT

اشارة الى مقال غسان الإمام بـ«الشرق الأوسط» عدد 9390 بتاريخ 13 أغسطس (آب) الحالي، أوافق الكاتب فيما ذهب إليه من أنه على الإخوان إذا ما أرادوا فعلا المشاركة في الحياة السياسية السورية، أن ينزعوا ثوب البراءة و(الدروشة) عنهم و يقرأوا بسرعة الواقع السياسي الجديد المتشكل في سورية، و إلا سيجدون أنفسهم يجاهدون (ما داموا يحبون تسمية أنفسهم بالمجاهدين!) للحاق بالقطار السوري الذي بدأت عجلاته بالتحرك نحو الأمام، و قريبا جدا قد يمر هذا القطار من دون أن يدروا به، وساعتها لن يشفع لهم خلعهم لتلك الثياب، والتي تخفي ما تحتها من تحالفات سابقة مشبوهة مع أطراف عربية وأخرى غير عربية، وتخفي تحتها أنهم كانوا أول من أبتدع الطريقة البن لادنية والزرقاوية (نسبة للإرهابي الشهير) في ما يسمونه الجهاد ضد الأخر! وقد جربوا تلك الطريقة أول ما جربوها في أبناء جلدتهم. وما عابهم ويعيبهم دائما هو أنهم (و بشكل غريب) ينفون وبإصرار أنهم أصحاب فكر يعتمد على إقصاء الاخر، وعلى عدم الدخول في نقاشات حول برنامجهم السياسي ( إن وجد).

بادئ ذي بدء، عليهم الاعتراف بالخطأ التاريخي الكبير في حمل السلاح وقتل وترويع السكان الآمنين، والتسبب في إعطاء الذريعة للحكومة بالرد القاسي في حماة و المناطق الأخرى، ومن ثم البدء في مصالحة المجتمع، والدخول باللعبة السياسية.

و يبقى السؤال القديم الجديد مطروحا وبقوة عن كيفية سماح الدول الغربية ومنها إنجلترا لهم وعلى مدى عقدين كاملين بممارسة نشاطاتهم بحرية، وهل مقولة التسامح والحوار بين الأديان ما زالت موجودة؟