للراشد: إنها المصفوفة السـُـلطانية.. فهل يتمعن الغرب في سورة يوسف؟

TT

مقال عبد الرحمن الراشد «سعودية وفي الانتخابات»، المنشور بعدد 16 أغسطس (آب) الحالي، يوضح لنا ما يسمى بالمصفوفة السـلطانية the imperial matrix. وكيف تصبح الدولة العظمي كالمغناطيس الذي يجذب الناس الذين مسهم الضر الاقتصادي الى ارض الفرص، للدرجة التي يرتقي فيها الي مقام الوزير فتى صغير القي به في بئر، بعد ان كان سجينا لبضع سنين، الي ان علم القوم انهم له محتاجون، لأنهم بتفسير الاحلام غير عالمين. (لاحظ ان يوسف لم تكن له من بضاعة مزجاة غير عقله وفكره، وهذا دليل علي اهمية الافكار للدولة العظمى وتعطشها لها). ولذا اعتقد ان على مسلمي اميركا (والغرب عموما) التمعن في سورة يوسف. وبالأخص احتمال ان يتم استخدام القانون ضد المهاجر حتي لو ثبتت براءته، وذلك عبر سجن يوسف رغم الاقرار ببراءته من اتهام امرأة العزيز له. ومن المعروف ان اقتصاديات الدول العظمى تحتاج الي الانسان لكي تستمر دواليبها في الدوران، ولذا تضطر الي توسيع مفهوم الانتماء لكي ينضوي تحت الويتها اقوام اخرون. فمثلا الرومان هم اصلا قبيلة ايطالية صغيرة دفعتهم انتصاراتهم العسكرية لتوسيع المفهوم الروماني ليضم الايطاليين ثم غيرهم من الاوروبيين وشعوب البحر المتوسط. ومن الطريف ان الرومان غزوا مصر ورفضوا فتح المانيا القريبة لعدم جدواها الاقتصادية; ولعل هذا يذكرنا بقول هارون الرشيد للسحابة ان تمطر حيث تشاء فإن خراجها لا محالة آتيه. ومن المعروف ان المانيا هتلر لم تتحول الي امبراطورية ودخلت في مشاكل لا حد لها لرفضها توسيع مفهوم الجنسية الالمانية. لعل هذا يوضح لنا الحصافة الكامنة في حديث المصطفى (صلي الله عليه وسلم) الذي عرف فيه العربي بمن تكلم العربية. وقد يفوت علي البعض ان العربي لغة هو من اعرب عن نفسه بلسان عربي. يقال أعرب الرجل عندما يفصح ويبين. ايضا كانت العرب (مثل اليهود) تنسب المولود للام، وقد غير العباسيون هذا العرف لكي يمنحوا صفة العباسية لأبنائهم من النساء غير العربيات. وان لم تخني الذاكرة فسلمان الفارسي وصهيب الرومي هم في الاصل عرب عاشوا لفترة في بلاد الفرس والروم. ولذا يقال ان العروبة لسان وثقافة وليست بعرق.

كلما سمعت العبارات التي تقول «قطري اولا»; أراها دليلا بليغا علي ضيق صدر من تجاوزته المصفوفة السـلطانية الى الغير.